بغداد، نيويوركالاممالمتحدة - أ ف ب، رويترز - أكد العراق أمس ان المفتش الاميركي المستقيل من اللجنة الخاصة المكلفة نزع أسلحة الدمار الشامل أونسكوم سكوت ريتر دخل، خلال احدى مهماته، الدائرة المكلفة "شؤون اسرائيل" في قصر الاستخبارات العراقية وطلب معلومات عنها. وقال وزير النفط العراقي عامر رشيد ان ريتر ابلغ بغداد انه زار اسرائيل حيث ناقش برامج التسلح العراقية. واقر ريتر في مقابلة تلفزيونية اذيعت ليل الاثنين بأن مكتب التحقيقات الفيديرالي الاميركي أف.بي.آي استجوبه منذ كانون الثاني يناير 1997، مؤكداً ان اللجنة الخاصة تبادلت معلومات مع "عدد من الحكومات" لكنه لم يذكر اسرائيل. وكان العراق اعتبر ان ريتر استقال من "اونسكوم" بسبب صلته بجهاز الاستخبارات الاسرائيلية موساد ووكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي.آي.اي. وعلى مدى الأيام القليلة الماضية نشرت الصحف العراقية تقارير عن تحقيقات يجريها الپ"اف.بي.آي" لمعرفة هل سرّب ريتر معلومات الى "موساد". واستقال ريتر الضابط السابق في البحرية الاميركية في 27 الشهر الماضي واتهم الولاياتالمتحدةوالاممالمتحدة بعدم تقديم الدعم الكافي للجنة الخاصة، مؤكداً ان الخارجية الاميركية تدخلت مرات لمنع عمليات تفتيش للجنة أو تأخيرها. وأمس أكد اللواء حسام محمد أمين المدير العام لدائرة الرقابة الوطنية النظير العراقي للجنة الخاصة ان ريتر كان "يتبع خلال كل زياراته ومهمات التفتيش سلوكاً استخبارياً، ويوظف أموره المنطقية المتعلقة بمهمته في أمور شيطانية ويفبرك أسباباً باعتبارها تخدم قضية نزع السلاح". وأضاف أمين في تصريحات ضمن برنامج عرضه "تلفزيون العراق" بعنوان "سقوط جاسوس وافتضاح سياسة" ان ريتر كان يطلب معلومات من أجل "التجسس على العراق لمصلحة الاستخبارات الاميركية والصهيونية". وأوضح ان ريتر عندما دخل مبنى الاستخبارات العراقية في احدى زياراته قصد "شعبة اسرائيل" وطلب معلومات عنها على رغم ان هذا لا يقع ضمن مهماته. واعتبر هذا التصرف دليلاً على "سلوك ريتر التجسسي الاستخباري" ضد العراق. واتهم ريتر بأنه "كان وراء العديد من قرارات مجلس الأمن المجحفة في حق العراق، وكذلك معظم الأزمات التي حدثت بين "أونسكوم" وهذا البلد. الى ذلك، قال وزير النفط العراقي عامر رشيد في البرنامج نفسه: "انهم الاستخبارات الاميركية بعد افتضاح دورهم وتدخلهم ضحوا بريتر عن طريق الاستقالة من أجل إبقاء مخططهم الهادف الى إبقاء الحصار". ورأى ان استقالة ريتر جاءت بإيعاز من نائب رئيس اللجنة الخاصة الاميركي تشارلز دويلفر، معتبراً انها تهدف الى "تحسين صورة اللجنة المهزوزة والمشكوك في صدقيتها". وزاد: "لدينا اقتناع بأن الاستقالة معدة بهدف تزكية اللجنة واخراجها من موقعها المهزوز". واعتبر ان "الاستقالة ليست حدثاً فريداً وربما يقدم آخرون استقالاتهم لاحقاً، وربما يقدم رئيس اللجنة ريتشارد بتلر استقالته لاخراج اللجنة من محنتها بحسب المخطط الاميركي". وكرر الوزير اتهام ريتر بالتجسس لاسرائيل مؤكداً ان الأخير "أبلغنا مرات آخرها في آذار مارس الماضي انهم اللجنة الخاصة يتعاونون مع اسرائيل، وانه شخصياً زارها وتحدث معهم في شأن برنامج العراق التسليحي". يذكر ان العراق طالب الاممالمتحدة الاثنين بفتح تحقيق في العلاقات بين اللجنة والاستخبارات الاميركية