أدلى شيخ مصري بشهادة أمام محكمة أميركية ضد ناشط إسلامي مصري يواجه تهماً تتعلق بالإرهاب. وكان الشيخ محمد الشريف أدلى قبل فترة بأقواله أمام ضباط في مكتب التحقيقات الفيدرالي إف. بي. آي وأكد أن ناصر أحمد المعتقل في أحد السجون الاميركية منذ نيسان ابريل العام 1996 عضو نشط في تنظيم "الجماعة الإسلامية" ويدعم عمليات الإرهاب التي تقع في مصر. وطلب المدعي الاميركي من المحكمة سماع شهادة الشريف فاستدعته واستمعت الى شهادته باعتباره شاهد إثبات ضد أحمد الذي ساء موقفه القانوني كثيراً من جراء التطور الأخير. وكانت السلطات الأميركية ألقت القبض على أحمد الذي كان مسؤولاً في مسجد أبو بكر الصديق في نيويورك وعمل مترجماً ومساعداً قانونياً لزعيم "الجماعة الإسلامية" الدكتور عمر عبدالرحمن الذي يقضي عقوبة السجن مدى الحياة في أحد السجون الاميركية. ووجهت له تهمة "تسريب بيان من عبدالرحمن يتضمن دعوة إلى أعضاء التنظيم بشن هجمات ضد الأهداف والمواطنين الاميركيين"، واعتبرت السلطات أن وقوع حادثة فندق أوروبا في مصر في الشهر نفسه دليل على أن بيان الشيخ كان السبب في وقوعها. وحصلت "الحياة" على نص شهادة الشريف أمام المحكمة، والذي ذكر فيها أنه قدم الى الولاياتالمتحدة في 22 نيسان ابريل 1995، وأنه من مواليد محافظة الدقهلية في مصر ويعمل إمام مسجد بعدما حصل على درجة الدكتوراه في تفسير القرآن من جامعة الأزهر. وأوضح أن مسؤولي مسجد أبو بكر الصديق طلبوا منه الحضور الى أميركا وأنه دخل بتأشيرة قانونية، والتقى ناصر أحمد بعد يومين من وصوله داخل المسجد. وقال إن الجالية الإسلامية ساءها تصرفات المتهم وأشخاص آخرين كانوا يسيطرون على المسجد فتخلصوا منهم، مشيراً الى أنه تشاجر مع أحمد والمسؤولين في المسجد وقدم بلاغاً إلى الشرطة الأميركية في آذار مارس 1996 بعدما ارتاب في القنوات التي توجه إليها أموال المسجد، وأن أحمد بدأ يتخذ ضده إجراءات شملت قطع خطوط هاتفه ووقف دفع راتبه. ومعروف أن الشريف كان أحد رموز "الجماعة الإسلامية" في مصر وورد اسمه ضمن لائحة ضمت معارضي الرئيس الراحل أنور السادات واعتقلوا في أيلول سبتمبر 1981، واطلق بعد اغتيال السادات ومارس نشاطاً دعوياً تابعاً ل "الجماعة الإسلامية" الى درجة أن بعضاً من عناصرها رشحه لخلافة عمر عبدالرحمن. وأضاف الشريف في شهادته أمام المحكمة أن ناصر أحمد استخدم هاتف المسجد بدءاً من أيلول سبتمبر 1995 لتلقي دروس كان يلقيها عبدالرحمن من داخل السجن وتوضح نقلها عبر ميكرفون المسجد إلى المصلين. وسألته المحكمة هل كان تستمع الى دروس عبدالرحمن التي كان ناصر ينقلها، فأجاب: "كنت أغادر المكان وأذهب الى مكان آخر". وسئل هل يعلم أن عبدالرحمن هو الزعيم الروحي للجماعة الإسلامية، فأجاب: "نعم". وأضاف: "استمعت من قبل الى دروس عبدالرحمن في مصر وهذه الجماعة قتلت ناساً كثيرين في مصر". وذكر الشاهد أن المتهم وجه إليه تهديداً صريحاً بأن لديه "أخوة في مصر سينتقمون منه في حال عودته الى بلده". وسألته المحكمة هل يعتقد أن ناصر أحمد عضو في "الجماعة الإسلامية"، فرد بالإيجاب. وأضاف "كان يوزع مستندات وأوراقاً تتضمن معتقدات الجماعة داخل المسجد. وأنا كشيخ لا أخشى إلا الله ولكني أعتقد أن لدى ناصر القدرة على تنفيذ تهديداته لأنهم فعلوا ذلك من قبل، وتخلص من ناس معارضين لهم بينهم أئمة وشيوخ خارج مصر". وأكد الشريف أن المتهم وجه إليه تهديدات أخرى في أوقات لاحقة بالقتل. وسئل هل لا يزال ناصر يثير له المشاكل حتى مع وجوده في السجن؟ فرد بالنفي. لكنه شدد على أنه سيكون في خطر في حال إطلاق أحمد. وأضتف الشريف انه "عندما كان ناصر أحمد يدير المسجد لم أكن أو أعلم أين تذهب الأموال التي تحت مسؤوليته. مثلاً كان هناك 78 ألف دولار المفروض أن يتبرع بهم الى البوسنة وكذلك عشرين ألف دولار جمعت في المسجد لمصلحة الشيشان. وحينما سألته عن مصير تلك الأموال بدأ المشاكل معي". ورداً على سؤال المحكمة عن امكان أن يكون ناصر أرسل هذه الأموال الى مصر ليدعم نشاط "الجماعة الإسلامية"، أجاب: "نعم أعتقد أنه استخدم هذه الأموال لأهداف الجماعة".