ر محكمة أميركية في نيويورك، يوم الخميس المقبل، في قضية يتهم فيها ناشط إسلامي مصري مقيم هناك منذ نحو عشر سنوات بتهمة "نقل فتاوى" اطلقها زعيم "الجماعة الاسلامية" الدكتور عمر عبدالرحمن الذي يقضي عقوبة السجن مدى الحياة داخل أحد السجون الأميركية إلى وسائل الإعلام، وتتضمن "تحريضاً على ارتكاب أعمال إرهابية". وابلغ أحد القريبين من الشيخ الضرير، "الحياة"، في اتصال هاتفي أمس، أن ناصر أحمد الذي عمل لفترة مترجماً لعبدالرحمن "يواجه اتهامات خطيرة، وان لائحة الاتهام زعمت أنه تسلم رسالة من عبدالرحمن اثناء زيارته له في شهر نيسان ابريل العام 1996 تضمنت تحريضاً لاعضاء "الجماعة الاسلامية" على تنفيذ أعمال انتقامية ضد المصالح الأميركية". وتعتبر السلطات أن أحمد نقل الرسالة الى وسائل الإعلام، وأن ذلك كان أحد أسباب وقوع عملية "فندق أوروبا" في مصر على أيدي أعضاء في "الجماعة الاسلامية" بعد نشر الرسالة بأيام قليلة. وكانت "الحياة" نشرت الرسالة المذكورة يوم 14 من الشهر نفسه، نقلاً عن نشرة تحمل اسم "وا إسلاماه"، التي تصدرها "المنظمة الاسلامية الحقوقية" في لندن، تحدث فيها الشيخ عن إساءة معاملته داخل السجن الفيديرالي في ولاية ميسوري، وناشد اتباعه "ان ينطلقوا ويسمعوا أصواتهم في كل مكان ويحقوا الحق ويبطلوا الباطل". يذكر أن "الجماعة الاسلامية" كانت أصدرت بياناً عقب حادثة فندق "أوروبا" الذي يقع في شارع الهرم السياحي، تبنت فيه العملية التي أسفرت عن مقتل 18 سائحاً يونانياً، وزعمت أن المنفذين كانوا يستهدفون فوجاً سياحياً اسرائيلياً، لكنهم اخطأوا. وقال المتحدث إن ناصر أحمد مهندس تخرج في جامعة الاسكندرية العام 1986 وانتقل بعدها الى الولاياتالمتحدة حيث اشتغل في أعمال الصيانة ومنها تركيب أجهزة انذار لحضانات الأطفال ومراكز إقامة المسنين والمستشفيات والسجون. واضاف أنه اعتقل للمرة الأولى في نيسان ابريل العام 1995، بحجة انتهاء تأشيرته، واُطلق بعدها ثم أعيد اعتقاله في 23 نيسان ابريل العام 1996، بطلب من إدارة الهجرة والجنسية، واُودع منذ ذلك الوقت في زنزانة إنفرادية في السجن الفيديرالي في منهاتن، مشيراً إلى أن الحكومة الأميركية قدمت "أدلة سرية" الى المحكمة اثناء نظر طلبه الحصول على اللجوء السياسي، ما دفع المحكمة الى رفض طلبه، وتأييد قرار الحكومة بترحيله. وذكر المتحدث أن لائحة الاتهام ضد أحمد لم تتضمن أي إشارة إلى دور له في نقل آراء عمر عبدالرحمن وأحاديثه إلى وسائل الإعلام، لكن السلطات الأميركية اضافت تلك التهمة أخيراً ضده، مشيراً إلى أن المعتقل المصري نفى خلال التحقيقات أن تكون له علاقة بأي منظمة إرهابية معروفة أو غير معروفة، وأكد أن علاقاته كلها تنحصر بالمترددين على مسجد أبو بكر الصديق في نيويورك، ولفت إلى أنه عمل مترجماً للشيخ عبدالرحمن بناء على قرار أصدره قاض فيديرالي أميركي.