بقي الوضع الجنوبي الميداني في صدارة الأحداث في ضوء استمرار الاعتداءات الإسرائيلية ضد المناطق المحررة جنوباً وبقاعاً وآخرها تعرض مناطق بعيدة عن خطوط المواجهة في قضاء صيدا لقصف مدفعي استهدف محطة الكهرباء قرب جسر بسري فجر أمس مما أوقع أضراراً إضافة الى قصف المنطقة الواقعة بين بلدتي حومين ورومين في قضاء صيدا ومنطقة عرب الجل وللمرة الأولى منذ سنوات. وأعلن وزير الموارد المائية والكهربائية سليمان طرابلسي ان معمل الكهرباء في بسري لم يُصب في شكل مباشر وأن الأضرار محدودة. وكان طرابلسي أوفد المدير العام لمصلحة الليطاني ناصر نصرالله للكشف على الأضرار وقال "حصل قصف في محيط معمل الأولي ولكن المنشآت سليمة والكهرباء التي تتولد من هذا المعمل تغذي منطقة جزين والشريط المحتل والجنوب"، وحذر من ان القصف يؤذي كل المناطق "وأمل في أن يكون ما حصل هو للمرة الأخيرة". الى ذلك تجتمع لجنة مراقبة وقف اطلاق النار المنبثقة من تفاهم نيسان ابريل غداً الاثنين في مقر قيادة الطوارىء في الناقورة للنظر في 12 شكوى، ست لبنانية على خلفية تدمير القوات الإسرائيلية 15 منزلاً في أرنون وابعاد 25 مواطناً من بلدة شبعا. والغارات الجوية على جنتا وبعلبك وسقوط 7 جرحى، و6 اسرائيلية على خلفية مقتل راع في بلدة مركبا وسقوط عدد من قذائف الهاون في الجليل. وقصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس مرتفعات جبل الضهر وقاطع ميمس ووادي زلايا وأطراف قليا ومجرى نهر الليطاني وعيتا الجبل وحداثا. وطاول القصف صباحاً جبل الزعتر وأطراف شقرا وبرعشيت حيث تضرر منزل نجيب فرحات. وخرقت طائرات حربية اسرائيلية جدار الصوت فوق العاصمة بيروت قبل الظهر. وكانت خرقت صباحاً جدار الصوت في أجواء البقاع على علو متوسط وفي أجواء الجنوب. وفي المقابل أعلنت المقاومة الإسلامية - الجناح العسكري ل"حزب الله" انها هاجمت مواقع كوكبا وسجد وبئر كلاب وتلة بيت ياحون وتحدثت عن تحقيق اصابات. من جهة ثانية أفادت معلومات انه بينما كان النائب عبداللطيف الزين يتفقد أوضاع بلدة أرنون، بعد تدمير اسرائيل 15 منزلاً فيها، برفقة الأهالي والصحافيين أطلقت القوات الإسرائيلية نيران رشاشاتها الثقيلة من قلعة الشقيف باتجاههم ما اضطرهم الى التراجع. ودعا أهالي أرنون الى اعتصام يعقد عند العاشرة صباح اليوم في حسينية حي - السلم استنكاراً للأعمال التي يمارسها الاحتلال في حق أبناء البلدة من حصار وتهجير واعتقالات وتدمير. ودمّر فيها حتى الآن 25 منزلاً، الأمر الذي ينذر بأن العدو يمهد لإزالة البلدة من جغرافية لبنان وسط صمت مروع ومريب للعالم كله". الى ذلك زار وفد من "حزب الله" برئاسة المسؤول السياسي لمنطقة الجنوب الشيخ عبدالمجيد عمار عائلة نبعة التي أبعدها الاحتلال من بلدة شبعا في العمروسية واطلع على أوضاعها المأسوية. وأكد ان "عملية الإبعاد وجرف المنازل في أرنون وقتل المواطن محمود شريف عطوي في مركبا أول من أمس تشكل جرائم تضاف الى سجل الجرائم التي يرتكبها العدو بحق شعبنا"، وشدد على ان "هذه الممارسات تعبر عن عجز العدو في مواجهته المقاومة فلجأ الى الانتقام من المدنيين". من جهته طالب رئيس هيئة أبناء العرقوب مدير مدرسة شبعا المبعد يحيى علي الأممالمتحدة بالعمل على اعادة العائلة المبعدة الى بلدتها". وأعلن مجلس الجنوب عن تقديم مساعدات بقيمة 18 مليون ليرة للمبعدين من شبعا، بمعدل 3 ملايين ليرة لكل عائلة. وأبدى رئيس الحكومة سليم الحص، بعدما تسلّم مذكرة من وفد لجنة المتابعة لدعم قضية المعتقلين في السجون الإسرائيلية برئاسة محمد صفا عن اوضاع المعتقلين، اهتماماً كبيراً بالقضية. وأكد "انها وطنية، ولا شك ان المعتقلين مقاومون وسنرى ما نستطيع فعله للقيام بواجباتنا تجاههم وسنولي المذكرة الإهتمام اللازم". وفي المواقف توقع وزير الإعلام أنور الخليل أن تبعد قوات الاحتلال المزيد من المواطنين في الشريط المحتل على غرار ما حصل في بلدة شبعا"، وحذر من "خطوات تصعيدية لاحقة قد تتخذها اسرائيل كإغلاق المعابر واعتقال مواطنين وقطع الطرق بين القرى في أوقات محددة"، وأكد ان "الأمر يستدعي تحركاً سياسياً باتجاه أعلى السلطات الدولية".