أقدمت وحدة مشتركة من القوات الإسرائيلية و"جيش لبنان الجنوبي" الموالي لها، ليل أول من أمس على نسف ستة منازل وجرفها في بلدة أرنون المحاصرة منذ العام 1982، إضافة إلى حرق أشجار الزيتون المحيطة بها وجرفها. وأكدت إذاعة "الجنوبي" الخبر صباحاً، وقالت "ان دورية تابعة له عثرت في المنازل التي هدمت على مخزون من الأسلحة والمواد الغذائية". ونفى أهالي أرنون هذه المزاعم مؤكدين "ان البيوت التي دمّرت خالية مما ذكرته اذاعة الميليشيات وتحتوي فقط اثاثاً ومفروشات". وأفادت مصادر امنية ان القوة التي دخلت أرنون مؤلفة من 30 عنصراً وجرافتين عملوا على جرف المنازل وتسويتها بالأرض وهي تعود إلى المواطنين محمد سليم قائدبيه وابنه علي وعفيف نايف علّيق وشقيقه حسين وأحمد ابراهيم بشر وياسين شرف الدين. وكانت قوة اسرائيلية تقدمت الى بلدة ارنون وانسحبت منها بعد ظهر اول من امس بعدما فتشت المنازل ليفاجأ بها اهالي البلدة تعود ليلاً وتنسفها. الى ذلك، اعتقلت قوات الإحتلال عشرة اشخاص من بلدة شبعا عرف منهم: طليع غياض وأسامة قعدان ونضال صعب وعلي مركيز، وعلم أن بين المعتقلين عناصر من "الجنوبي". وجاءت هذه الإعتقالات بعد اغتيال مسؤول جهاز أمن "الجنوبي" في شبعا غسان ضاهر قبل ايام في اطار التصفيات الجارية بين عناصره. وتردد ان ضاهر كان يستعد للهرب من المنطقة بعد التصريحات الإسرائيلية الأخيرة عن قرب الإنسحاب من لبنان، فأطلقت عليه مجموعة من "الجنوبي"، برئاسة المسؤول الأمني محمد نبعة، النار وأردته. وفي الإعتداءات قصفت قوات الإحتلال بعد الظهر منطقة الصوان الواقعة بين قعقعية الجسر وزوطر الغربية بقذائف من عيار 155 ملم، وطاول القصف ايضاً مزرعة الحمرا وحمى أرنون. وأعلنت حركة "أمل" انها استهدفت قوة تابعة للإحتلال و"الجنوبي" بالقرب من موقع سجد على مرحلتين بالأسلحة الرشاشة وبقذائف الهاون وتحدثت عن تحقيق إصابات. وفي المواقف، رأى رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الامام الشيخ محمد مهدي شمس الدين ان "المذبحة التي ارتكبتها اسرائيل بإغارتها على بلدة جنتا البقاعية، عمل مقصود من قبلها ارادت منه الضغط على الناس لمضايقة المقاومة". ولفت الى ان لجنة المراقبة المنبثقة من تفاهم نيسان أبريل "اصبحت لجنة مقاصة، وهكذا ندخل في المهاترات، وان منظمة الاممالمتحدة لم تعد سوى حائط مبكى وحتى الدموع فيها لا قيمة لها". على صعيد آخر، سلّم أمين سر لجنة المتابعة لدعم قضية المعتقلين اللبنانيين في السجون الإسرائيلية محمد صفا رئيس بعثة الصليب الأحمر الدولي في لبنان هنري فورنييه وثائق جديدة عن اوضاع هؤلاء المعتقلين. واثار صفا مع فورنييه مسألة زيارة اهالي المعتقلين اللبنانيين لأبنائهم في سجن عسقلان وإيلون بعد موافقة إسرائىل ورفض الحكومة اللبنانية. وأكد فورنييه ان الزيارات ستكون بواسطة سيارات الصليب الاحمر الدولي وسيعود الأهالي في اليوم نفسه من دون الاتصال بأحد إلاّ بأبنائهم.