قالت مصادر ديبلوماسية عربية في القاهرة ل"الحياة" ان الرئيس حافظ الأسد في صدد إجراء حركة تغييرات سياسية كبيرة في المناصب العليا للدولة قد يبدأ إعلانها بعد الانتهاء من الاستفتاء على التجديد له في الثامن من شباط فبراير المقبل. وان التغييرات ستشمل مناصب عليا في الدولة وجهاز الحكم وبينها نيابة الرئاسة السورية. وتوقعت أن يتولى الدكتور بشار الأسد، نجل الرئيس، منصباً سياسياً رفيعاً. وأكدت مصادر سياسية لبنانية وثيقة الصلة بدمشق ل"الحياة" أن الدكتور بشار الذي رقي مطلع العام الجديد الى رتبة عقيد، مرشح لموقع كبير، وقد بدأ عملياً يتمرس منذ فترة ببعض الملفات السياسية ومنها الملف اللبناني. وتوقعت ان يتحمل مسؤوليات جديدة في الأشهر المقبلة، أي بعد الاستفتاء الذي سيعقبه مؤتمر لحزب البعث العربي الاشتراكي لانتخاب قيادة قطرية جديدة. ورجحت أن ينتخب نجل الرئيس السوري لعضوية هذه القيادة، "خصوصاً ان ترقيته العسكرية وتزايد مسؤولياته في عدد من المجالات الاقتصادية والسياسية وتخطيطه لإدخال المعلوماتية الى الدولة السورية تؤهله لذلك". ورأت ان هذه العضوية تفتح الباب أمام امكان توليه مسؤوليات في السلطة السياسية. وذكّرت المصادر اللبنانية نفسها بأن تزايد الحركة السياسية للدكتور بشار في لبنان يأتي ترجمة لتوجهات سبق أن شاعت أخيراً ومفادها ان التغييرات في الفريق الحاكم اللبناني هي انعكاس أو ترجمة لتغييرات تتم في سورية أيضاً. ومعروف أن نجل الرئيس السوري لعب دوراً رئيسياً في دعم خيار العماد اميل لحود لرئاسة الجمهورية اللبنانية. وقد زار بيروت مرتين منذ انتخاب الرئيس الجديد، الأولى لتهنئته تأكيداً لمساندته، والثانية لتهنئة رئيس الحكومة الدكتور سليم الحص بعد نيله ثقة المجلس النيابي، ناقلاً اليه دعم سورية للحكومة. وهو يبدي اهتماماً بتفاصيل الوضع في لبنان وبالجهود لتأمين الاستقرار السياسي فيه. لقاء مع الحريري واجتمع الدكتور بشار، قبل يومين، مع رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري في دمشق، في سياق اهتمامه بالملف اللبناني. وأوضحت المصادر نفسها"ان التبعات التي ينتظر ان تلقى على عاتقه تفرض عليه لقاء الأفرقاء اللبنانيين الحلفاء لسورية، سواء من هم في السلطة أو خارجها، نظراً الى حرص دمشق على التوازن في علاقاتها اللبنانية. واجتماعه مع الحريري، الذي بدأ الخلاف بينه وبين الرئىس الحص والفريق الحاكم يتصاعد، لا يعني تغيير سياسة دعم العهد الجديد والحكومة على الإطلاق، وأن بدء إمساك بشار بالملف اللبناني لا يعني إلغاء أدوار الآخرين المعنيين به في سورية، بل يشمل الإستفادة من تجربتهم وخبرتهم به". ولمحت إلى "أن نجل الرئيس السوري سيواصل لقاءاته مع كثيرين من القيادات اللبنانية في هذا الإطار". أما مصادر الحريري الذي تكتم على اللقاء، فأشارت إلى أنه اتفق مع بشار على اللقاء منذ ان اتصل به من الولاياتالمتحدة الاميركية لتهنئته بحلول شهر رمضان. ووصفت ما دار في اللقاء، الذي استمر 3 ساعات، بأنه كان جيداً وعرض فيه الحريري مراحل توليه الحكم وشرح ملابسات إعتذاره عن تأليف الحكومة وأسبابه. وأشارت مصادر الحريري إلى أن الجانب السوري "أكد تقديره لرئىس الحكومة السابق الذي شدد على ان خروجه من رئاسة الحكومة لن يغير في علاقته مع سورية كثابتة لا حياد عنها". وشددت المصادر على ان لا علاقة للانتقادات التي وجهها الحريري إلى سياسة حكومة الرئىس الحص بلقائه مع بشار، وأن تكتمه على هذا اللقاء ربما عاد الى رغبته في ألا يتم مثل هذا الربط، "لأن القيادة السورية تتبع سياسة النصح وإبداء الرأي للجميع خصوصاً إذا كانوا من الأصدقاء والحلفاء". والتقى الحريري بعد اجتماعه مع بشار، قائد جهاز الأمن والإستطلاع في القوات السورية العاملة في لبنان اللواء الركن غازي كنعان.