في اجتماعات عكست الأهمية التي توليها إدارة الرئيس باراك أوباما للملف اللبناني، عقد الرئيس ميشال سليمان لقاءات ماراتونية مع قيادات وأركان الإدارة في البيت الأبيض والكونغرس والخارجية والدفاع أمس، تركز فيها البحث على تعزيز آلية دعم المؤسسات اللبنانية الى جانب التوقعات الأميركية من الحكومة اللبنانية الجديدة على المستويات «الأمنية والسياسية والاقتصادية والإصلاحية». وتوج سليمان لقاءاته أمس بقمة رئاسية في البيت الأبيض هي الأولى له مع الرئيس باراك أوباما تخطت الساعة وتخللتها خلوة بين الرئيسين ومن ثم اجتماع موسّع حضره مساعدو الرئيس الأميركي ومستشار الأمن القومي جايمس جونز الى جانب وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون وأعضاء الوفد اللبناني المشارك، وتلاه لقاء آخر مع نائب الرئيس جوزيف بايدن ومساعديه. وأكد مسؤول أميركي ل «الحياة» أن الولاياتالمتحدة « تشارك الرئيس سليمان رؤيته حول لبنان سيد ومستقر ومزدهر» وأن هناك التزاماً أميركياً «بالعمل والشراكة معه لتقوية المؤسسات اللبنانية ولبناء الاستقرار والسلام في لبنان والمنطقة». وكان مسؤولون أميركيون أشرفوا على تحضير الزيارة أكدوا ل «الحياة» أن رصيد سليمان التوافقي هو «محط تقدير بالغ لدى الإدارة ويعزز موقعه كشريك أساسي في الساحة اللبنانية والإقليمية». وتصدر جدول البحث في لقاءات سليمان مع أعضاء الكونغرس وبينهم زعيمة مجلس النواب نانسي بيلوسي، موضوع الدعم العسكري والأمني للجيش اللبناني، والتحفظات لدى الكونغرس في هذا الشأن خصوصاً لجهة ضمان قدرة الجيش على بسط سلطته على جميع الأراضي اللبنانية، والتزام من الحكومة اللبنانية بالوصول لهذا الهدف في ضوء «التحدي الأكبر» الذي تراه واشنطن لهذه الاستراتيجية وهو سلاح حزب الله ونشاطاته». ولفت مسؤول أميركي الى انه «في عدد من قرارات مجلس الأمن وبيانات أخرى أكد المجتمع الدولي وبشكل واضح مسؤولية الدولة اللبنانية الحصرية في الدفاع عن لبنان وضمان أمنه». وأضاف: «نحن نتوقع بالكامل من الحكومة اللبنانية أن تمارس شرعيتها على كل الأراضي اللبنانية.» واذ شدد المسؤول على رصيد واشنطن بدعم الجيش وقوى الأمن اللبنانية وبمبالغ تخطت نصف بليون دولار منذ 2005، رفض إعطاء ايضاحات عن مستقبل هذه المساعدات، مشيراً الى أنها «في مقدم علاقتنا الثنائية». وكان سليمان أنهى اجتماعاته في مقر إقامته في فندق «ويلارد» بلقائه وزيرة الخارجية كلينتون وتركز البحث على عملية السلام وموضوع المساعدات. وأكد مسؤول أميركي ل «الحياة» أنه «لن يكون هناك أي حلول على حساب لبنان». وعن احتمال ممارسة واشنطن ضغوطاً على إسرائيل للانسحاب من قرية الغجر ومزارع شبعا، أكد المسؤول أن الإدارة الأميركية «ستستكمل العمل وبشكل متعدد (مع شركائها الدوليين) وعبر مجلس الأمن للضغط لتطبيق جميع قرارات مجلس الأمن المتصلة بلبنان». كما اجتمع الرئيس اللبناني مع وزير الدفاع روبرت غيتس. وهو اقام حفلة استقبال حضرها أعضاء من الجالية وفعاليات ديبلوماسية في العاصمة الأميركية ومسؤولون من الإدارة. وفيما عاد رئيس الحكومة سعد الحريري امس من زيارته الرسمية للمملكة العربية السعودية، فإنه يتهيأ لمغادرة بيروت اليوم الى كوبنهاغن للمشاركة في قمة المناخ، وللقاء عدد من رؤساء الدول على هامش القمة، أبرزهم الفرنسي نيكولا ساركوزي والتركي عبدالله غل ونظيره البريطاني غوردون براون، وغيرهم، فضلاً عن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، على ان يلقي كلمة لبنان التي تتضمن موقف الحكومة من تدابير مواجهة التغير المناخي. وتوقعت مصادر مطلعة ان يبدأ التحضير لزيارة الحريري دمشق بعد عودته من الدنمارك. وأمس أكد رئيس البرلمان نبيه بري ان لبنان» دخل حالاً من الاستقرار تعزز مجالات التقدم كافة». وقال في كلمة إن الضغوط الدائمة على سلاح المقاومة والضغوط لعدم تسليح الجيش اللبناني في الكونغرس الأميركي لمناسبة زيارة الرئيس سليمان لن تؤدي الى تخلي لبنان عن المقاومة وسلاحها. وقال البطريرك الماروني نصر الله صفير انه يؤيد زيارة الرئيس سليمان واشنطن وإن زيارة الحريري دمشق ضرورية ومرحب بها من جميع الفرقاء، «وإذا كان السوريون لا يريدون الزيارة فليسوا مضطرين لاتباع أسلوب كالاستنابات القضائية». ورأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ان الاستنابات القضائية السورية في حق شخصيات لبنانية سياسية وقضائية وأمنية وإعلامية، سياسية، وسأل: «هل هكذا تحضر الظروف المناسبة لزيارة الحريري دمشق بدل مقابلتنا بخطوة انفراجية؟»، معتبراً انها «بعيدة من اللياقة أو حسن التقدير». وكانت مناسبة التعزية بوفاة مجد الاسد، شقيق الرئيس السوري بشار الأسد، أدت الى توجه العديد من الشخصيات السياسية اللبنانية بينها رموز من الأكثرية الى سورية لتعزية الرئيس السوري الذي اتصل به سليمان من واشنطن وأوفد وزير الداخلية زياد بارود الى القرداحة لتقديم واجب التعزية فيما كلف الحريري وزير الاقتصاد محمد الصفدي بتمثيله في التعازي. كما شارك في التعزية رئيس الحكومة السابق عمر كرامي ورئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون على رأس وفد، كما أبرق معزياً رئيسا الحكومة السابقان سليم الحص وفؤاد السنيورة وعدد من السياسيين.