لندن - "الحياة"، رويترز - رحبت الحكومتان البريطانية والايرلندية بحذر، باعلان المجموعة الايرلندية المنشقة التي تطلق على نفسها اسم "الجيش الجمهوري الايرلندي - الحقيقي"، هدنة "كاملة". وكانت المجموعة تبنت مسؤولية تفجير سيارة مفخخة في بلدة اوماه في ايرلندا الشمالية في الخامس عشر من آب اغسطس الماضي، ما أسفر عن مقتل 28 مدنيا واستهدف اطاحة اتفاق سلام ايرلندي وقع في نيسان ابريل الماضي. وقال رئيس الوزراء الايرلندي بيرتي اهيرن ان اعلان "الجيش الجمهوري الايرلندي - الحقيقي" مهم وايجابي بالنسبة الى عملية السلام في ايرلندا الشمالية، شرط ان يتم تنفيذه تنفيذا كاملا. غير انه اكد ان حكومتي ايرلندا وبريطانيا ما زالتا عازمتين على تعقب منفذي انفجار اوماه. وأدلت وزيرة الدولة البريطانية لشؤون ايرلندا الشمالية مو مولام بتصريح مماثل تضمن ترحيبا حذرا بالاعلان، "شرط ان يكون صادقاً". لكنها شددت على تعقب منفذي الانفجار ومعاقبتهم. وكانت المجموعة ارسلت امس الثلثاء الى شبكة "آر تي اي" الاذاعية الايرلندية بيانها عن الهدنة، وجاء فيه انه "نتيجة لمشاورات مكثفة جرت في الاسابيع الاخيرة وعملا بدستور الجيش الجمهوري الايرلندي - الحقيقي فإن المتطوعين في الجيش قرروا وقفا كاملا لكل نشاط عسكري"، اعتبارا من منتصف ليل الاثنين - الثلثاء. لكن البيان لم يتضمن أي اعتذار عن اعتداء اوماه. وربطت وسائل اعلام بريطانية عدة بين هذه الخطوة واللقاء الاول من نوعه المقرر غدا الخميس، بين الزعيم السياسي للجمهوريين الايرلنديين جيري آدامز وخصمه التاريخي ديفيد تريمبل الذي يرأس البرلمان المتعدد في ايرلندا الشمالية المنبثق عن اتفاق السلام. يذكر ان "الجيش الجمهوري الايرلندي - الحقيقي" هو عبارة عن مجموعة انشقت عن التيار الرئيسي لمنظمة الجيش الجمهوري الايرلندي التي تتبع فعليا لآدامز ورفاقه وتتقيد بوقف لاطلاق النار. ومعلوم ان اتفاق السلام في ايرلندا الشمالية يجمع الاحزاب البروتستانتية المؤيدة لبريطانيا والاحزاب الكاثوليكية المطالبة بالاتحاد مع الجمهورية الايرلندية جنوبا في برلمان يدير شؤون الاقليم في ظل روابط وثيقة مع الجمهورية الايرلندية.