أوماه، بلفاست - أ ف ب، رويتر - أفاد مصدر في الشرطة ان خمسة اشخاص اعتقلوا فجر أمس قرب أوماه ايرلندا الشمالية في اطار التحقيق في الاعتداء الذي اوقع 28 قتيلا و200 جريح السبت الماضي في هذه المدينة الصغيرة في وسط اقليم ألستر. وتعهد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بتقديم كل الدعم اللازم الى الشرطة في ألستر وجمهورية ايرلندا لملاحقة الارهابيين المسؤولين عن مذبحة أوماه، وانقاذ عملية السلام في ايرلندا الشمالية. وقال: "لا أعتقد ان هؤلاء الاشرار يمكن ان ينتصروا على ارادة الغالبية". واعرب رئيس الحكومة المحلية في ايرلندا الشمالية ديفيد تريمبل عن قناعته بان هدف الارهابيين هو تدمير عملية السلام التي تدعمها غالبية الايرلنديين. واضاف انه "للمرة الاولى منذ ربع قرن لدينا مجموعة من الاقتراحات لقيت قبولا واسعا من جانب المجموعتين، والمؤسسات التي يحاول الارهابيون تدميرها تتمتع بدعم شعبي". وصدرت ادانة قوية عن زعيم "شين فين"، الجناح السياسي للجيش الجمهوري الايرلندي، للاعتداء لكنه رفض ربط مشكلة نزع سلاح هذا الجيش، كما هو مقرر في اطار اتفاقات السلام، بانشطة المنشقين الارهابية. واعتبر في تصريح الى الاذاعة البريطانية ان "نزع السلاح لم يكن ليمنع عملية التفجير في أوماه". ولكن الصحف البريطانية دعت أدامز الى اتخاذ اجراء صارم ضد مدبري الهجوم والى نبذ استخدام العنف الى الأبد وحض الجيش الجمهوري على تسليم سلاحه. وقامت الشرطة أمس باخلاء مئات الاشخاص من قصر سترومونت القريب من بلفاست اثر انذار بوجود قنبلة بعد قليل من اكتشاف جسمين مشبوهين. وكان من المفترض ان يشهد هذا القصر، الذي تعقد فيه معظم الاجتماعات الرسمية في ألستر، اجتماعاً أمس بين وزيرة شؤون ايرلندا الشمالية مو مولام ووزير العدل الايرلندي جون اودوانوهيو. وطلب من نحو 200 موظف في المجمع مغادرته الى أن تتم الشرطة عملية تفتيش. ولم يتضح ما اذا كانت عملية الاخلاء قد نجمت عن تحذير عبر الهاتف من احدى المنظمات الثورية. وتجمع الموظفون على الارصفة خارج المجمع الواقع على تل يطل على بلفاست بعدما طلبت منهم الشرطة اخلاء المكان في أسرع ما يمكن. وأضاف مصدر في الشرطة ان احد الاشخاص الخمسة الذين اوقفوا في منازلهم في قريتين قريبتين من اوماه قد يكون من أقرباء مسؤول في المجموعة المعروفة ب "الاثنين والثلاثين". وتمثل هذه المجموعة المعارضة لاتفاق السلام في ألستر السلطات مثل الجيش الجمهوري الايرلندي الحقيقي المسؤول عن مجزرة أوماه. واقتيد المشتبه بهم لاستجوابهم في كاستلريا قرب بلفاست. وأعلنت عمليات التوقيف قبل بضع ساعات من انعقاد قمة بين رئيسي شرطة ألستر وايرلندا روني فلاناغان وبات بايرن بغية تكثيف التعاون لمقاومة الارهاب. ورفض ناطق باسم شرطة ألستر الادلاء بأي توضيح في شأن هوية المشتبه بهم او دوافع توقيفهم، مكتفياً بالاشارة الى ان الاستجوابات جرت ضمن اطار التحقيق في "عمل إجرامي خطير". وبدا ان بريطانيا وجمهورية ايرلندا مستعدتان لتنفيذ عملية ضخمة مشتركة لتعقب الجناة. وأعرب فلاناغان عن اعتقاده ان السيارة الملغومة التي انفجرت في مكان الحادث سرقت الخميس الماضي في شاريكماكروس في جمهورية ايرلندا ثم وضعت عليها بعد ذلك لوحات معدنية ايرلندية شمالية. ودعا كل من شاهد هذه السيارة، التي قال انه يعتقد انها من طراز "فوشال كافاليار" كستنائية اللون، الى الاتصال بالشرطة على الفور.