ارتفعت حصيلة الضحايا بين المتظاهرين في صنعاء برصاص قوات الأمن إلى أكثر من 60 قتيلاً ومئات الجرحى، بعد سقوط 10 قتلى على الأقل، وعشرات المصابين أمس، في حين تدور اشتباكات عنيفة بين قوات الفرقة المدرعة والحرس الجمهوري منذ ليل الاثنين في شوارع وأحياء مأهولة وقرب الأسواق العامة. ويسعى كل طرف إلى فرض سيطرته على أكبر مساحة من العاصمة. وتركزت المواجهات في شارعي الزبيري وهايل سعيد، وحي الجامعة القديمة وحي المستشفى الجمهوري القريب من القصر، بالإضافة إلى تمركز عشرات القناصين من الطرفين على أسطح المباني والعمارات. وأسفرت المواجهات عن تدمير وإحراق عدد من الدبابات، والعربات العسكرية المصفحة من الطرفين، خصوصاً آليات الفرقة المدرعة التي فقدت مساء الاثنين خمس آليات متنوعة في شارع الزبيري، والأحياء المجاورة بقذائف مضادة للدروع أطلقها جنود الحرس الجمهوري . وأكدت مصادر متطابقة ل «الحياة» في صنعاء أن قوات من الجيش المؤيد للثورة تتمركز في منطقة حده (جنوب العاصمة) قصفت خلال الساعات الأولى فجر أمس مقر دار الرئاسة، ومواقع للحرس الجمهوري. وقالت هذه المصادر إن قوات الحرس قصفت بالمدفعية و «الكاتيوشا» تلك المواقع التي استهدفت دار الرئاسة قبل أن تقتحمها وحدات خاصة من الحرس الرئاسي الخاص. وأضافت أن عشرات الجنود سقطوا بين قتيل وجريح من الطرفين، بالإضافة إلى اعتقال عدد من جنود القوات المناوئة للنظام. وأشارت إلى تعرض قيادة الفرقة الأولى ومباني «جامعة الإيمان الإسلامية» المجاورة التي يملكها الشيخ عبد المجيد الزنداني، بالإضافة إلى حي النهضة المحيط بمقر الفرقة المدرعة خلال ساعات الليل، إلى قصف صاروخي عنيف مصدره قوات الحرس الجمهوري المتمركزة في المرتفعات الجبلية في منطقة عصر المطلة على العاصمة من الجهة الغربية. وقالت إن القصف أسفر عن سقوط ضحايا بين الجنود، وبعض المدنيين. إلى ذلك، طالب نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من قادة أحزاب المعارضة المنضوية في تكتل «اللقاء المشترك» إعادة أنصارها المتظاهرين إلى ساحة الاعتصام أمام جامعة صنعاء والشوارع المحيطة، حيث كانوا يتمركزون قبل مواجهات السبت الماضي. وقال مصدر عسكري أمس أن نائب الرئيس يتابع الأحداث باهتمام وقلق، وأنه طالب الأحزاب بسحب أنصارها بعيداً عن مناطق المواجهات المسلحة. ونفى المصدر أن تكون قوات الحرس الجمهوري أو أي من وحدات الجيش شاركت في أي مواجهة داخل أمانة العاصمة. وقال إن قوات الأمن ووحدات الشرطة والنجدة والشرطة العسكرية هي التي تتولى حماية العاصمة من مسلحي الفرقة الأولى المنشقة، والجناح المتطرف في حزب الإصلاح وحلفائهم من أولاد الشيخ عبدالله الأحمر. وتتهم قوى المعارضة من تصفهم ببقايا النظام بارتكاب مجازر منظمة بحق المتظاهرين السلميين في صنعاء وتعز وعدد من المحافظات. وقالت إن قذائف استهدفت ساحة التغيير أمس، وخلفت قتلى وجرحى بين المعتصمين، مضيفة جريمة إلى جرائم النظام». وفي الأثناء أمهلت وزارة الداخلية مسلحي الفرقة الأولى وأنصارها الى العودة الى مواقعهم القديمة. وقال المصدر: «لقد أزالت قوات الأمن الحواجز الترابية التي نصبت في محيط جولة كنتاكي بعد أحداث الأحد»، متحدثاً عن «انفجار عبوات»، كان زرعها «جنود الفرقة ومسلحي التجمع اليمني للإصلاح». وأضاف المصدر الأمني متهماً أحزاب المعارضة: «لقد فشلوا في تفجير الوضع عسكرياً لكنهم الآن يثيرون الرعب بنشر قناصة فوق أسطح المنازل. إنهم يحتمون بالمنازل التي سيطروا عليها وأخرجوا منها ساكنيها»، مشيراً إلى «أننا رصدنا تحركاتهم في مناطق مختلفة كمدرسة 26 سبتمبر وداخل الجامعة القديمة والجديدة ومعارض سيارات ومحلات تم تحويلها الى مخازن سلاح». وقال إن «مدرعات الفرقة الأولى وأطقمها تنتشر بين الأحياء السكنية وتستهدف رجال الأمن، وتتلقى وزارة الداخلية شكاوى يومية من مواطنين غير مؤيدين لما يسمى الثورة يتعرضون للانتهاكات بسبب موقفهم، وتقتحم منازلهم». وعدد المصدر مؤسسات حكومية مختلفة تعرضت للقصف، ومحاولات الاقتحام منها المستشفى الجمهوري، ووزارة النفط. في غضون ذلك، أعربت المنسقة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون أمس عن قلقها من تزايد أعداد القتلى والجرحى من المتظاهرين في صنعاء. وقال مايكل مان الناطق باسم أشتون: «لا بد من ممارسة ضبط النفس وتجنب الأعمال الاستفزازية ووقف العنف واتخاذ خطوات فورية لتهدئة الوضع وينبغي محاسبة مرتكبي هذه الأعمال ضد المتظاهرين اليمنيين». وأضاف: «إن تطور الأحداث يؤكد مرة أخرى ضرورة إيجاد حل سلمي سريع لتلبية مطالب الشعب اليمني».