واصلت القوات الصربية عمليات التصفية وإحراق المنازل في كوسوفو فيما أكد الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش عزمه على الاستمرار في ملاحقة المقاتلين الانفصاليين في جميع أنحاء الاقليم. في غضون ذلك، حمّل جيش تحرير كوسوفو عناصر معادية اندست في صفوفه مسؤولية اخفاقاته العسكرية، فيما شن مسؤوله السياسي هجوماً عنيفاً على الزعيم المعتدل ابراهيم روغوفا ووصفه بعدم الكفاءة والافتقار الى الشجاعة. من جهة أخرى، زارت مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون اللاجئين جوليا تافت قرى مدمرة عدة في مناطق ماليشيفو وأوراخوفاتس وكلين، ووصفت ما شاهدته بأنه "خطير وينذر بمأساة انسانية". وأفادت تافت في تصريح في بريشتينا امس الجمعة انها ستقدم تقريراً عاجلاً الى الادارة الاميركية تطلب فيه اتخاذ الاجراءات الطارئة "من خلال ايصال امدادات الاغاثة الفورية الى النازحين في جميع انحاء كوسوفو والعمل الحثيث على اعادتهم الى ديارهم قبل فصل الشتاء". وواصلت القوات الصربية عملياتها العسكرية ضد القرى الالبانية من دون الاكتراث بزيارة المسؤولة الاميركية، ونقلت صحيفة "كوخا ديتورا" الالبانية الصادرة في بريشتينا عن شهود ان القوات الصربية "تتعمد إحراق المنازل في القرى المهجورة لمنع سكانها من العودة اليها". وأضافت الصحيفة ان الشرطة الصربية دخلت أول من أمس قرية بانيا في غرب الاقليم تحت ستار وابل من القصف المدفعي "وأعدمت رمياً بالرصاص عشرة أشخاص كانوا لا يزالون في القرية". وذكرت صحيفة "بليتس" المستقلة الصادرة في بلغراد امس ان الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش ابلغ السفير الاميركي في مقدونيا كريستوفر هيل بأنه "لن يسمح بأي نشاط لجيش تحرير كوسوفو ويرفض تقديم أي ضمانات لوقف عمليات القوات الصربية ضد المقاتلين الانفصاليين الألبان". وأصدر جيش تحرير كوسوفو بياناً نشرت الصحف الألبانية الصادرة في بريشتينا نصه أمس. واشار الى ان الاخفاقات العسكرية التي مني بها "تعود اسبابها الى العناصر المعادية التي اندست في صفوفه ونشرت اشاعات مغرضة بثت الذعر في نفوس المقاتلين والسكان". واضاف انه استطاع اعادة تنظيم صفوفه "وشن 14 هجوماً خاطفاً على مواقع القوات الصربية خلال الأيام الأخيرة". ووصف رئيس الجناح السياسي لجيش تحرير كوسوفو آدم ديماتشي الزعيم الالباني ابراهيم روغوفا بأنه "غير مناسب للمهمات التي يتولاها". وأضاف ان روغوفا "يفتقر الى مقومات الشجاعة والمعرفة وحتى الحكمة في تقويم الأمور". وأشار الى ان الشعب الالباني اختار روغوفا زعيماً له عام 1992 انطلاقاً من علاقاته الوطيدة مع الولاياتالمتحدة ووعوده بتوفير الحرية لأقليم كوسوفو "لكنه ثبت بعد ذلك ان الحرية لا تنال من خلال الأوراق".