أعلنت الشرطة البريطانية امس ان شخصاً واحداً من بين الاسلاميين السبعة الذين اعتقلتهم فجر الأربعاء الماضي في عملية اطلق عليها اسم "التحدي" ستوجه له تهمة حيازة "سلاح محظور". وبدأ اطلاق بقية الموقوفين امس، إذ أفرجت الشرطة في البدء عن السعودي خالد الفواز مسؤول مكتب "هيئة النصيحة والاصلاح"، ثم عن المحامي عادل عبدالمجيد مسؤول "المكتب الدولي للدفاع عن الشعب المصري". وقالت الشرطة، في بيان صدر صباح امس، ان محققيها كانوا لا يزالون أمس يستجوبون عدداً من الموقوفين في شأن وضعهم القانوني ومخالفتهم قانون الهجرة. ومعلوم ان الموقوفين جميعاً طلبوا اللجوء في بريطانيا ولا يزالون ينتظرون بت وزارة الداخلية طلباتهم. ومن بين هؤلاء واحد فقط هو السيد عبدالمجيد حصل على اللجوء السياسي. وكان السيد الفواز اشتكى قبل أيام من ان الحكومة البريطانية لم تبت طلبه اللجوء على رغم مرور أربع سنوات على تقديمه. ونُقل عنه تلويحه بالرغبة في مغادرة بريطانيا في حال لم يُمنح اللجوء. ويرى أكثر من مراقب ان فشل السلطات البريطانية في توجيه اتهامات بپ"الارهاب" الى المعتقلين يعني فشل العملية ضدهم التي شاركت فيها قوات من فرع مكافحة الارهاب في اسكوتلنديارد بمساندة جهاز الاستخبارات الداخلية "ام.آي.5". ويقول بعض المصادر ان قضية "السلاح" التي قيل ان الشرطة عثرت عليه لدى أحد المعتقلين لن تكون على الأرجح من القضايا الخطيرة خصوصاً اذا ظن ان هذا السلاح ليس نارياً. ولم تتمكن "الحياة" امس من الحصول على توضيح من الشرطة لطبيعة السلاح المصادر. لكن الشرطة قالت انها ستوجه الاتهام الى الاسلامي الموقوف اليوم امام المحكمة. وأدلى المحامي عبدالمجيد بتفاصيل ما جرى في تحقيقات الشرطة البريطانية معه منذ القبض عليه الثلثاء الماضي، فقال في اتصال هاتفي أجراه معه مراسل "الحياة" في القاهرة عقب إطلاقه مباشرة، إن كل الأسئلة التي وجهت إليه ولستة مصريين آخرين وسعودي كانوا اعتقلوا معه في اليوم نفسه، ركزت على موقفهم من الولاياتالمتحدة والإرهاب، وعلاقتهم بأسامة بن لادن وزعيم جماعة "الجهاد" الدكتور أيمن الظواهري الذي يعيش مع بن لادن في افغانستان، و"الجبهة العالمية الإسلامية لقتال اليهود والصليبيين"، التي أسست في شباط فبراير الماضي. وأوضح عبدالمجيد أن أجهزة التحقيق فتشت طوال أربعة أيام منازل الإسلاميين السبعة وأماكن عملهم، وأن مقر المكتب الذي يديره في لندن خضع لمسح شامل بحثاً عن دليل يثبت علاقته بإبن لادن أو الظواهري، مشيراً الى أن الاسلاميين السبعة نفوا أن يكونوا على علاقة بالشخصين المذكورين، أو أي تنظيمات راديكالية تعتمد العنف. ورأى عبدالمجيد أن المحققين "كانوا يبحثون عن شيء أبلغوا به من جانب سلطات دول أخرى لكنهم فشلوا"، واضاف "كل التقارير والاتهامات التي شعرت بأنها بلغت البريطانيين لم يكن لها دليل ثبوتي واحد"، وأشار إلى أنه سئل كيف يموّل مكتبه الحقوقي، وإذا كانت له علاقة بمكتب المحامي المصري منتصر الزيات في القاهرة، فأوضح أنه شريك للزيات في مكتب القاهرة، وأن الأخير يرسل إليه بنصيبه من الأرباح الى لندن أو يقوم بتسليمها الى افراد اسرته المقيمين في مصر. وتوقع عبدالمجيد أن يتم اليوم اطلاق المصريين الخمسة إبراهيم العيدروسي وسيد عجمي وهاني السباعي وسيد عبدالمقصود واسامة أحمد حسن الذين احيلوا أمس على مكتب الهجرة والجنسية لإنهاء بعض الاجراءات الخاصة بإقامتهم في بريطانيا. وأكد عبدالمجيد أنه سيواصل نشاطه السلمي في بريطانيا من دون التورط في العمل مع الحركات الإسلامية التي تعتمد العنف. كما أنه رد على أسئلة المحققين بأن "عداء الإسلاميين عموماً لأميركا هو رد فعل للسياسات الاميركية في المنطقة التي تعود بالضرر على العرب والمسلمين"، وعلى رغم أنه لم يخف خلال التحقيقات كراهيته للأميركيين، إلا أنه أكد رفضه العنف وسيلة للتعبير عن الرأي.