أعرب المحامي المصري منتصر الزيات الذي يتولى الدفاع عن المتهمين في قضايا العنف الديني، عن اعتقاده بأن العلاقة بين اسامة بن لادن وزعيم تنظيم "الجهاد" المصري الدكتور أيمن الظواهري "خاصة جداً"، على رغم حرص بن لادن على "توثيق علاقاته بكل الحركات الإسلامية". وكشف الزيات في حديث إلى "الحياة" أنه التقى ديبلوماسيين أميركيين في آذار مارس الماضي وحذرهم من استمرار سياسة واشنطن "المعادية للعرب والمسلمين"، وأنه ستكون لها "عواقب وخيمة". وسئل الزيات عن علاقة بن لادن بكل من تنظيمي "الجماعة الاسلامية" و"الجهاد" المصريين، فأجاب ان بن لادن "حريص على توثيق علاقاته بكل الحركات الاسلامية بمختلف مسمياتها وجنسيات اعضائها. ولا توجد مشاكل بين بن لادن وبين أي من تلك الحركات. وبدا ذلك واضحاً من التزامه الحياد في شأن بعض المواقف المناقضة التي ظهرت في الماضي بين الجماعة الاسلامية وجماعة الجهاد ومن خلال رصد للعديد من القضايا التي شاركت في الدفاع فيها عن المتهمين في قضايا العنف الديني وأبرزها قضية "العائدون من افغانستان" التي قضي فيها بإعدام رفاعي طه وآخرين، تأكد ان علاقة بن لادن بطه وثيقة وقوية حيث اعترف متهمون في القضية انهم ترددوا على معسكر القاعدة الذي كان يشرف عليه بن لادن رغم انهم ينتمون الى الجماعة الاسلامية". ووصف الزيات علاقة بن لادن بالظواهري بأنها "خاصة جداً ومميزة" وان بينهما "ارتباطاً. وتصعب التفرقة بينهما"، مشيراً إلى أن أحد الاصوليين المصريين البارزين، علي الرشيدي الذي عرف باسم "ابو عبيدة البنشيري" الذي غرق قبل نحو سنتين في احدى الدول الافريقية، "كان بمثابة الرجل الثاني في تنظيم الظواهري وفي الوقت نفسه كان أحد أقرب المقربين إلى بن لادن". وكشف الزيات تفاصيل لقاءين عقدهما مع ديبلوماسيين اميركيين الاول في 1993، والآخر في آذار مارس الماضي. وأكد ان اللقاءين تمّا في مكتبه بعد ان تأكد ان موظفي السفارة الاميركية في القاهرة أبلغوا الجهات المسؤولة في مصر بهما. وقال: "أكدت لهم أننا المصريين لا نقبل أي تدخل خارجي في شؤوننا الداخلية وان معارضتنا لحكومتنا أمر يخصنا وان من المهم على الادارة الاميركية ان تعي ان شعارات الحرية وحقوق الانسان وحرية الرأي والتعبير ليست شعارات خاصة بها وإنما هي أسس عامة وحقوق لكل الشعوب، وحذرتهم من انه من الصعوبة بمكان ان تجعل واشنطن على قائمة اولوياتها محاربة الاسلام والعداء للإسلاميين من دون ان يخلف ذلك وراءه سوى التباغض والعنف". وأشار إلى أنه أبلغ الاميركيين "ضرورة ان تسعى بلادهم الى البحث عن وسائل لكسب ثقة الشعوب والحركات الاسلامية وصداقتها".