نفت طهران رسمياً أي تعاون أو علاقة مع اسامة بن لادن أو القريبين منه. وأكدت أنها لا تسمح ل "الارهابيين" بأن يستخدموا أراضيها قاعدة انطلاق أو تمويل "أنشطة وعمليات ارهابية". وأكدت التزامها مكافحة الارهاب الدولي وتعهدها بالتعاون مع الهيئات الدولية لمواجهة "مشكلة الارهاب العالمية". وذكر في طهران أن البعثة الدائمة لإيران لدى الأممالمتحدة أصدرت بياناً في نيويورك أشارت فيه إلى أن الحكومة الأميركية قدمت شكوى إلى محكمة نيويورك اتهمت فيها إيران بپ"ابرام اتفاق مع جماعة ابن لادن من أجل تنظيم نشاطات معادية للأميركيين". وتابعت ان واشنطن أكدت في شكواها ان مساعداً لأبن لادن، هو ممدوح محمود سالم الذي اعتقل الشهر الماضي في المانيا، مرتبط بإيران. لكن بيان البعثة الرسمية الإيرانية لدى الأممالمتحدة رفض هذه التهمة، وأكد ان "الحكومة الإيرانية تندد بالارهاب بكل أشكاله ومظاهره، وبكل دوافعه بقوة". وأشار البيان إلى ان الحكومة الإيرانية كانت نددت بالتفجيرات التي استهدفت سفارتي الولاياتالمتحدة في كينيا وتنزانيا في 7 آب اغسطس الماضي. وشدد على أن "الحكومة الإيرانية لا تسمح للارهابيين بأن يستخدموا أراضيها قاعدة للاستقرار أو الانطلاق والتنظيم والتخطيط أو تأمين الدعم المالي أو أي شكل من أشكال دعم النشاطات والعمليات الارهابية ضد دول أخرى ولا يمكن ان تتحمل هذه الأمور". وتابع بأن بلاده "ملتزمة أن تبذل كل جهودها ومساعيها بشكل منفرد أو بالتعاون مع بقية الدول وفي إطار الأممالمتحدة بهدف التنسيق والتعاون لمكافحة الارهاب ومواجهة هذه المشكلة العالمية على الصعيد الدولي". وأكد بيان البعثة الإيرانية ان "الحكومة الإيرانية تنفي في هذا الصدد أي علاقة أو تعاون أو اتفاق مع ابن لادن أو القريبين منه لأي هدف كان". وفي القاهرة، بدأ افراد اسرة ناشط اسلامي مصري محتجز في بريطانيا جهوداً تهدف الى اطلاقه. والتقى هؤلاء في القاهرة امس المحامي منتصر الزيات للبحث في مصير ابنهم الذي يدعى اسامة حسن احمد، وطلبوا منه تقديم طلب الى السفارة البريطانية في العاصمة المصرية للوقوف على الاجراءات التي اتخذت في حق احمد منذ اعتقاله الاسبوع الماضي في لندن. وكانت الشرطة البريطانية اعتقلت احمد وخمسة مصريين آخرين وأخضعتهم للتحقيقات تناولت ما اذا كان لهم علاقة بأسامة بن لادن وزعيم جماعة "الجهاد" الدكتور أيمن الظواهري الذي يعيش في افغانستان مع بن لادن، وموقفهم من الولاياتالمتحدة ورأيهم في عمليتي تفجير سفارتيها في نيروبي ودار السلام. واطلقت السلطات البريطانية أحد هؤلاء وهو المحامي عادل عبدالمجيد الحاصل على اللجوء السياسي، وحوّلت احمد والاربعة الآخرين على ادارة الهجرة والجنسية حيث تم احتجازهم للبحث في وضعهم القانوني في بريطانيا. وقال الزيات ل "الحياة" إنه يعد مذكرة لتقديمها الى السفارة البريطانية ستشمل الاسباب التي دفعت احمد والمصريين الاربعة الآخرين الى اللجوء الى بريطانيا، مشيراً الى أن موكله اتهم في قضية "العائدون من افغانستان" التي نظرت فيها المحكمة العسكرية العليا في الاسكندرية العام 1992 وحوكم غيابياً وحصل على البراءة، في حين دانت المحكمة 8 آخرين من قادة "الجماعة الاسلامية" وقضت بإعدامهم. وتم تنفيذ الحكم في شقيقه شريف حسن احمد الذي حكوم حضورياً. واوضح الزيات ان شقيقاً آخر لموكله ملاحق ايضاً من السلطات المصرية وموجود في دولة اوروبية أخرى، وينتظر البت في طلب قدمه للحصول على اللجوء السياسي فيها. واعتبر الزيات أن استمرار احتجاز احمد يثبت ان الحملة البريطانية "لم تستهدف فقط المحسوبين على جماعة "الجهاد" وانما تحجيم نشاط المعارضين الاسلاميين الموجودين في بريطانيا". لكنه اعرب عن اعتقاده بأن المحتجزين الخمسة سيطلقون قريبا، مشيراً الى أن القضاء البريطاني "يتمتع باستقلالية ولا يخضع للضغوط الاميركية التي اعتقد أنها قد تؤثر على موقف السلطات البريطانية من الاسلاميين، لكنها غير فعالة لارغام القضاء على اصدار احكام تتنافى مع القوانين".