كشف البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير أنه تلقى وعوداً بطرح موضوع جزين على أعلى المستويات. وقال "ان أسوأ ما يصاب به وطن ويعاب به مواطنون أن تنقلب السيادة والاستقلال والقرار الحر، استسلاماً وتبعية وقصوراً عن ابداء الرأي". فقد تمنى صفير، في عظة الأحد أمس في بكركي أن "تتوحد نظرة اللبنانيين الى قضاياهم الوطنية، فلا يرى أحدهم جميلاً ما يراه غيره قبيحاً، ولا تعتبر فئة منهم بطولة ما تراه أخرى خيانة، وإخلاصاً للوطن ما يبدو لسواها عمالة خسيسة، وإثارة للغرائز ما يعتقد أنه بلسمة جراح، وينقلب ما يسمى سيادة واستقلالاً وقراراً حراً استسلاماً وتبعية وقصوراً عن ابداء رأي، وهذا أسوأ ما يصاب به وطن ويصاب به مواطنون". وتابع "أن ثمة قضايا بديهية ومصيرية يجب ألا يختلف عليها اثنان، وإذا ظلت الحال "على ما هي عليه من اختلاف نظرة وغياب وفاق وطني، فلا ندري ما ستؤول اليه الحال. لكننا نريد أن نعتقد أن الإرادات الطيبة ستستيقظ لدى الجميع وستتشابك الأيدي للخروج مما نحن فيه". مطالب جزين وبعد القداس، التقى صفير تجمعاً من أبناء جزين ترأسه الأباتي يوحنا سليم وضم السفير السابق سيمون كرم والقائد السابق للدرك العميد انطوان نصر، وعدداً من فاعليات المنطقة. وتمنى سليم على صفير السعي الحثيث لدى الفاتيكان لتعيين موفد بابوي خاص يقيم في جزين خلفاً للأب الراحل سلستينو بوهيفاز. وأشار الى أن الأسباب التي دعت البابا يوحنا بولس الثاني الى المبادرة بتعيين موفد بابوي الى المنطقة عام 1985 "لا تزال قائمة، بل أن الوضع الراهن أشد خطورة". ودعا صفير الى زيارة جزين وتفقد الرعية، وسلمه مذكرة بمطالب الأهالي وهي: اعتبار جزين حالاً إنسانية ذات خصوصية وطنية وإجراء اتصالات مع المراجع الدولية لوضع حد لحال الفلتان والحفاظ على سلامة الأبرياء والسكان والعمل على اتخاذ قرار عاجل في مجلس الوزراء بتسلم القوى الشرعية الموجودة في جزين، من جيش ودرك، مسؤولياتها الطبيعية وحفظ الأمن وحماية السكان فور انسحاب "جيش لبنان الجنوبي" الموالي لإسرائيل، واصدار قانون عفو عام عن جميع الذين اضطرتهم الظروف القاهرة في غياب الدولة الى العمل خارج اطار الشرعية، والحصول على ضمانات جدية من السلطة اللبنانية والمراجع الداخلية والاقليمية والدولية المختصة والمعنية بعدم تعريض المنطقة لأي عمل عدواني أو تدبير انتقادي أو تصرف خارج نطاق القانون اللبناني". ورد صفير متمنياً أن يزيل الله الغم عن صدر لبنان وعن الجنوب. وخصوصاً عن جزين. وقال "نريد أن نكون معكم ونلبي دعوتكم، لا بل نريد أخذ المبادرة من دون دعوة، ولا نريد أن نعتذر. لكنكم تعرفون أن وجودنا في ما بينكم لا نريد أن نحملكم اياه ما دامت الأمور على ما هي". وأضاف "لا تظنوا اننا نكتفي بالخطب والكلام بل نسعى في هدوء وسلام لتحسيس جميع المسؤولين بمسؤولياتهم، وقد وعدنا بأن القضية ستطرح على أعلى المستويات". وتابع "ان الوطن جسم واحد، وما دام فيه عضو واحد يتألم، تتألم له كل الأعضاء". يذكر ان رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين اعلن في خطبة الجمعة الماضي انه في صدد عقد لقاء مع البطريرك صفير للبحث في قضية جزين. وقال وزيرالنقل عمر مسقاوي "ان جزين ليست مكاناً مستقلاً عن اي مكان في الجنوب"، مطالباً بانسحاب عناصر "الجنوبي" منها من دون شروط.