الخرطوم، لندن - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - ترأس الرئيس السوداني عمر البشير اجتماعاً طارئاً امس لاعلى هيئة امنية في البلاد للبحث في هجوم اوغندي مزعوم في جنوب البلاد، فيما نفى عضو المجلس التنفيذي ل "التجمع الوطني الديموقراطي السوداني" المعارض الدكتور منصور خالد تورط الجيش الاوغندي في المعارك المندلعة في الجنوب بين القوات الحكومية وبين قوات "الحركة الشعبية لتحرير السودان" بزعامة العقيد جون قرنق. واكد خالد، وهو المستشار السياسي لقرنق، ان المعارك ما زالت مستمرة في الاقليم الاستوائي حيث "لم يبق للقوات الحكومية سوى ثلاث حاميات"، وأنه ابلغ مسؤولين اميركيين في واشنطن "استنكار التجمع الوطني للاعتداءات الاميركية على مصنع الشفاء للادوية في الخرطوم، وان مكافحة الارهاب لا يمكن ان تتم بهذه الطريقة". ونقلت "وكالة السودان للانباء" عن الناطق باسم الجيش السوداني اللواء عبدالرحمن سر الختم امس ان قذائف هاون ومدفعية سقطت على قرى عدة في ولاية شرق الاستوائية جنوب البلاد، وان القصف أدى الى مقتل "عدد من المواطنين" بينهم طفل في قرية واد شريف. ولم يرد تأكيد للتقرير من مصدر مستقل، كما لم يحدد سر الختم الجهة التي شنت الهجوم ولا متى حصل. وكان ابلغ الوكالة السودانية الاربعاء الماضي ان الجيش قتل 50 من جنود الجيش الاوغندي وقوات قرنق في معركة ضارية في الجنوب. واعلن "الجيش الشعبي لتحرير السودان" الذراع العسكرية للحركة الشعبية اول من امس مقتل 131 جندياً سودانياً واصابة مئات آخرين بجروح في هجوم شنه الاسبوع الماضي. وقال في بيان ان قواته اوقعت هذه الخسائر في صفوف الجنود الحكوميين اثناء مواصلتها حملة "النجم الساطع" التي بدأت الاثنين الماضي على حاميات الجبلين وليريا على مسافة 50 كلم الى الجنوب من مدينة جوبا الاستراتيجية. واعترف بخسارة 11 من مقاتليه واصابة 38 آخرين بجروح. واكد "الجيش الشعبي" ان قواته تقدمت نحو حامية ننقلة على طريق ليريا - جوبا وحصول معارك داخل مدينة توريت وحولها. وفي الخرطوم، عقد مجلس الامن والدفاع الوطني السوداني اعلى هيئة لوضع السياسات الدفاعية في البلاد اجتماعاً طارئاً امس لمناقشة هجوم اوغندي مزعوم. وبثت الاذاعة السودانية ان المجلس الذي يرأسه الرئيس البشير اجتمع لاتخاذ الاجراءات والخطط الضرورية في شأن "العدوان الاوغندي". وكان وزير الدولة الاوغندي لشؤون الدفاع ستيفن كافوما نفى الجمعة ما ذكرته وسائل الاعلام السودانية عن مقتل 50 جندياً اوغندياً في جنوب السودان. وقال الدكتور منصور خالد في بيان تلقت "الحياة" نسخة منه امس: "ليس هناك اي تدخل اوغندي في المعارك المندلعة في الجنوب، وحكومة الخرطوم تحاول ان تغطي على هزائمها. إذ كانت تعتقد ان الجيش الشعبي لا يستطيع الهجوم في الخريف، لكن هذا الجيش برهن مرة اخرى انه يستطيع العمل في كل الظروف وبغض النظر عن الاوضاع الاقليمية والظروف الجغرافية. النظام السوداني كان يتهم اثيوبيا واريتريا بالتدخل في شؤون السودان، وبعد النزاع الاريتري - الاثيوبي نفذنا عمليات رئيسية في منطقة جنوب النيل الازرق ولم يستطع هذا النظام ان يتحدث عن التدخل الاريتري او الاثيوبي". وزاد :"ان العمليات التي تنفذها قواتنا على مسافة 40 ميلاً من مدينة جوبا، فكيف يحصل تدخل اوغندي، خصوصاً ان هذه المناطق تبعد نحو مئة ميل من الحدود مع اوغندا". الى ذلك، قال الدكتور خالد: "ان جهات نسبت إليّ ما لم اقله في موضوع الاعتداء الاميركي الصاروخي على مصنع الشفاء للادوية في الخرطوم. وادهشني ذلك لانه في الوقت التي ظهرت فيه تلك المزاعم، كنت في واشنطن حيث تحدثت الى عدد من المسؤولين وعرضت امامهم موقف التجمع الوطني الديموقراطي المستنكر لهذه الهجمات الاميركية ... وذكرت ان محاربة الارهاب ومحاصرته لا يمكن ان تتما بهذه الطريقة".