نيروبي - أ ف ب - أعلنت وزارة الخارجية الكينية ان الحكومة السودانية "الحركة الشعبية لتحرير السودان" ارجأت اجتماعاً كان مقرراً أمس في نيروبي للبحث في تمديد وقف النار في مناطق المجاعة في الجنوب. وقال ناطق باسم الوزارة انه لم يتم تحديد أي موعد جديد للاجتماع، موضحاً ان "جميع الأطراف المعنية اتخذت قرار تأجيل الاجتماع" ومشيراً الى أن القرار جاء بعد تعليق الخرطوم الرحلات الانسانية في اتجاه جنوب البلاد ليوم واحد الخميس الماضي. وكان من المقرر ان يتطرق الاجتماع الذي قرر عقده في آخر جولة محادثات بين السلطات السودانية و"الجيش الشعبي" في أديس أبابا تحت اشراف "السلطة الحكومية للتنمية" ايغاد، الى قضية تمديد وقف النار الساري في اقليم بحر الغزال في جنوب السودان حتى منتصف الشهر الجاري. ونقلت الصحف السودانية أمس عن وزير الدولة للتخطيط الاجتماعي، اللواء حسن عثمان ضحوي، قوله ان "من غير الممكن عقد الاجتماع والمعارك مستمرة في ولاية شرق الاستوائية" الجنوبية المحاذية لأوغندا. وقال ضحوي "نعتقد بأن من غير المناسب البحث في تمديد وقف اطلاق النار داخل لجنة فنية" تضم الخرطوم والمتمردين والاممالمتحدة. و"ايغاد"، التي تضم أوغندا واريتريا اللتين يتهمها السودان بپ"التخطيط والمشاركة في المعارك الدائرة في شرق الاستوائية". واتهم الوزير السوداني المتمردين باستغلال الهدنة الحالية "لسحب مقاتليهم من بحر الغزال جنوب غرب ليقاتلوا الى جانب الجنود الأوغنديين والاريتريين في شرق الاستوائية". وقال: "سنناقش تمديد الهدنة والمشكلات الانسانية مع الاممالمتحدة بعد انتهاء المعارك في شرق الاستوائية وتطهير الأرض السودانية من المرتزقة". وكان مقرراً أن يعقد الاجتماع برئاسة الديبلوماسي النروجي توم فرالسين المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الى السودان. ويعاني جنوب السودان من المجاعة منذ أشهر عدة. الى ذلك أعلن السودان أمس انه شكا الى مجلس الأمن من هجوم أوغندي وأريتري وقع الشهر الماضي في جنوب البلاد. ونقلت "وكالة السودان للأنباء" عن وكيل وزارة الخارجية السودانية حسن عابدين قوله ان "الهجوم الأوغندي - الأريتري انتهك سيادة السودان وهدد وحدة أراضيه كما يعد انتهاكاً صريحاً لميثاق الأممالمتحدة". وجاء الاعلان عن الشكوى السودانية في اليوم التالي لتصريح مسؤول كبير في الاستخبارات الأوغندية ان طائرة سودانية قصفت شمال غربي أوغندا. وذكرت الوكالة ان السودان قدم شكاوى مماثلة الى جامعة الدول العربية ومنظمة الوحدة الافريقية ومنظمة المؤتمر الاسلامي وحركة عدم الانحياز. واتهم السودان أوغندا واريتريا بتنفيذ عملية عسكرية في ولاية شرق الاستوائية في جنوب السودان في 14 أيلول سبتمبر الماضي. في كمبالا، أكدت الحكومة الأوغندية أمس ان ستة أشخاص أصيبوا في الغارة الجوية السودانية. وجاء في بيان أصدرته وزارة الدفاع الأوغندية ان ست قنابل ألقيت على مركز تجاري في منطقة ادجوماني التي تبعد نحو 550 كيلومتراً شمال غربي كمبالا وأن أربع قنابل أخرى أصابت مناطق قريبة من الحدود السودانية. وأضاف البيان الذي أصدره ستيفن كافوما وزير الدولة لشؤون الدفاع ستيفن كافوما ان الجرحى أربع نسوة وطفلان. وقال كافوما: "تدين حكومة أوغندا هذا العدوان من الحكومة السودانية الذي ينتهك القانون الدولي ومبدأ حسن الجوار".