خيمت في اسمرا اجواء ترقب لتجدد المعارك مع اثيوبيا، واتهم الرئيس الاريتري اساياس افورقي الولاياتالمتحدة بتحريض اثيوبيا على خوض النزاع الحدودي مع جارتها الشمالية، مؤكداً ان اديس ابابا تلقت دعماً عسكرياً من اسرائيل. وقال افورقي في مقابلة بثها التلفزيون الاريتري ان قرار اعلان الحرب الذي اصدره البرلمان الاثيوبي في ايار مايو الماضي "كان بدفع وتشجيع من السفارة الاميركية في اديس ابابا". وزاد: "لم يتوقف الامر عند هذا الحد بل بدأ بعضهم هنا وهناك بحض الطرف الاثيوبي على تلقين الاريتريين درساً لا ينسى". واندلع النزاع الحدودي بين البلدين في ايار مايو الماضي، وتبادلا اتهامات ببدء المعارك وفشلت وساطات اميركية وافريقية في انهاء القطيعة وايجاد حل مرض للنزاع بين رفيقي السلاح السابقين. وزاد أفورقي ان اثيوبيا ابلغت فريق الوساطة الاميركي الذي قادته مساعدة وزيرة الخارجية سوزان رايس انها تعتزم قصف العاصمة الاريترية "ولم يحاول الفريق استنكار هذا التصرف او ثني الاثيوبيين عن عزمهم، بل مضى قدماً في تشجيع النظام الاثيوبي وطلب فقط تأجيل القصف الى حين اجلاء الرعايا الاميركيين" من اسمرا. ووصف التصرف الاميركي بأنه "ضيق الافق" نبع من اعتقاد بعض المسؤولين الاميركيين ان استخدام القوة يمكن ان يكسر شوكة الاريتريين". واعتبر ان الوساطة الاميركية ساهمت "في شكل كبير في الوصول الى الطريق المسدود الذي وصلت اليه مبادرة منظمة الوحدة الافريقية" لتسوية النزاع الحدودي. ورأى ان الامين العام للمنظمة سالم احمد سالم "لعب دوراً معرقلاً" في مساعي الوساطة. واشار الى ان "الدعم الاسرائيلي لأديس ابابا لم يعد سراً بعد صفقة طائرات ميغ 21 قدمتها الدولة العبرية لاثيوبيا. واضاف: "بات مؤكداً ان اسرائيل تقدم المساعدة لاثيوبيا وما يقوله رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو وغيره من المسؤولين لاخفاء ما يقدمونه لها لم يعد خافياً، وما يزعمونه عن صيانة هذه الطائرات وتحديثها لتسلم بعد سنة لا يمكن ان يصدقه سوى انسان ساذج". وكشف أفورقي ان اسرائيل ستقدم الى اثيوبيا ايضاً طائرات من طراز "ميغ" تملكها رومانيا، بعد ادخال اصلاحات عليها على ان تقدم اثيوبيا في المقابل عشر طائرات من طراز "ميغ 21" لرومانيا تتولى اسرائيل صيانتها وتحديثها. وتساءل "ماذا ستفعل هذه الطائرات ولو زودت رادارات ومعدات حديثة؟ هل تريد اسرائيل توسيع دائرة النزاع؟" وانتقد افورقي بشدة مساعي اثيوبيا لتحسين علاقاتها مع السودان واليمن وجيبوتي، وهي دول خاضت صراعات مسلحة مع اريتريا. وقال: "الم نتفق مع اثيوبيا في وقت سابق على ان السودان يشكل عدواً مشتركاً لنا، يعمل لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة؟ ألم نعمل امس سوياً من اجل الحد من اخطار هذا النظام؟ بالمثل فان محاولاتهم التقرب الى اليمن نابعة من مقولة ان عدو عدوّي صديقي، في استغلال للنزاع بيننا وبين اليمن" على جزر حنيش. الى ذلك اعربت اريتريا امس عن تحفظها عن زيارة متوقعة لمستشار الأمن القومي الأميركي السابق انطوني ليك بهدف التوصل الى حل للنزاع بين اريتريا وأثيوبيا. وأوضحت الخارجية الاريترية في بيان لها امس ان مسؤوليها وافقوا على استقبال ليك على رغم "تدخل سابق غير مجد للولايات المتحدة في النزاع" الحدودي مع اثيوبيا. وأضاف البيان ان افورقي "شدد على تحفظات الحكومة الاريترية وأبدى استعداده لاستقبال المبعوث الاميركي". وتابع: "كما حدث في السابق فان احتمال التوصل الى حل سلمي للنزاع الحدودي تقوض بسبب تدخل الفريق الاميركي الذي كلف مهمة تسهيل الاتصال بين الجانبين".