الخرطوم - رويترز - أكد رئيس جمعية الهلال الاحمر السوداني امس ان عدد المتضررين من الفيضانات في شمال البلاد وشرقها خلال الأيام الماضية قد يصل الى 100 ألف شخص. وقال رئيس الجمعية عمر عثمان محمود لوكالة "رويترز" ان نهر القاش طغى على ضفتيه يوم الاحد وفاض على المناطق الغربية من مدينة كسلا الواقعة على مسافة نحو 450 كيلومتراً الى شرق العاصمة الخرطوم. واضاف ان التقارير الأولية تفيد ان الأضرار لحقت بنحو عشرة آلاف عائلة أي نحو 70 ألف شخص. وأوضح ان ما بين ألف و1500 عائلة شردت من منازلها. وأفادت الصحف السودانية امس ان حكومة ولاية كسلا أعلنت حال الطوارئ وأغلقت كل المدارس. ونقلت صحيفة "الاسبوع" اليومية المستقلة عن وزير الدولة عرفة علي عوض الكريم قوله ان عشرات الآلاف من السكان يعيشون بلا مأوى. وزار وزير الداخلية السوداني عبدالرحيم محمد حسين كسلا لتفقد الوضع ووعد بتقديم خيام وغذاء وأدوية. ولم ترد بعد أنباء عن ضحايا الفيضانات الناتجة عن الأمطار الغزيرة على مرتفعات في اريتريا. وقال محمود ان الفيضانات غمرت جزيرة أرتولي في منطقة الدامر التي تبعد 270 كيلومتراً الى شمال الخرطوم حيث يلتقي نهر عطبرة مع نهر النيل. وأضاف ان الفيضانات اكتسحت كل شيء وفقدت نحو 1500 عائلة منازلها ومحاصيلها. وقال انه تم اجلاء سكان الجزيرة الى مناطق مرتفعة على الضفة الشرقية للنيل. وأوضح محمود ان ما بين 20 ألف و30 ألف شخص تضرروا في المنطقة الشمالية لكن لم تتوافر تفاصيل أخرى. وأفاد مسؤولون يراقبون تدفق مياه النهر قرب المنبع ان من المنتظر حدوث مزيد من الفيضانات. وأضافوا ان المياه في نهر عطبرة واجزاء من النيل قد تصل الى مستوياتها اثناء فيضانات عام 1988 وربما تتجاوزها. وقال وكيل وزارة الري والموارد المائية أحمد آدم للصحافيين ان المياه سترتفع أكثر الاسبوع المقبل. وأضاف ان مستوى المياه في دنقلا بلغ أمس مستواه في عام 1998 لكن التدفق من نهر عطبرة يبلغ حالياً 400 مليون متر مكعب يومياً بالمقارنة بپ280 مليون متر مكعب عام 1988. وأفاد آدم ان تحسن وسائل المراقبة والإبلاغ بتحذير السكان مبكراً ساعد اضافة الى الدروس المستفادة من الفيضانات السابقة في الحد من عدد الضحايا. وأشار الى فيضانات ضخمة اجتاحت السودان عام 1946 ولم تتكرر الا عام 1988. ومنذ ذلك الوقت وقعت ثلاثة فيضانات أقل في عامي 1994 و1996 ثم الفيضانات الحالية.