استمر أمس مسلسل الفيضانات في السودان، وأفيد عن أضرار لحقت بنحو ألف منزل في مدينة كسلا الشرقية. وذكرت صحف سودانية أن نهر القاش شرق البلاد، فاض في الساعات الماضية واغرق حي الرملة في مدينة كسلا وشرد سكانه. ونقلت إلى المنطقة آلاف عدة من جوالات الخيش الفارغة لاستخدامها في انشاء سواتر ترابية. لكن الأنباء الواردة من مدينة كسلا أفادت ان النهر واصل فيضانه ودمر 950 منزلاً وخمس مدارس وثلاثة مراكز صحية ومسجدين. وأعلن محمد يوسف، محافظ كسلا، حال الاستنفار، واصفاً الموقف بأنه "خطير للغاية". وناشد الحكومة المركزية في الخرطوم تقديم الدعم العاجل، خصوصاً الأمصال الواقية من لدغات الثعابين والعقارب. وأمر باغلاق جميع المؤسسات الحكومية في السواقي الجنوبية وغرب القاش في كسلا. وفي وسط السودان، أفادت الأنباء أن السيول جرفت طريق كوستي - الخرطوم الاستراتيجي لمسافة كيلومتر في منطقة نعيمة - الاعوج. وقال محافظ القطينة إن والي النيل الأبيض أجرى اتصالاً بوزارة المال في شأن توفير اعتمادات مالية لمعالجة الطريق الذي يربط وسط وغرب السودان ببقية أجزاء البلاد. أما في الجنوب، فقد تلقت إدارة الدفاع المدني إشارة من ولاية أعالي النيل أوضحت ان مدينة الناصر على الحدود مع اثيوبيا أصبحت مهددة بفيضان نهر السوباط. وفي الخرطوم، أشار البيان اليومي الذي تصدره وزارة الري إلى ثبات ايراد المياه في النيل الأزرق على رغم ارتفاعه، بينما سجل ايراد نهري الدندر والرهد انخفاضاً خلال اليومين الماضيين. وأشار البيان إلى توقع زيادات طفيفة على طول النهر من الخرطوم وحتى عطبرة خلال اليومين المقبلين. أما مناسيب النيل الأزرق، فقد اوضح البيان أنها تقل بسنتيمترين فقط عن منسوب 1988 في الخرطوم، بينما زادت في محطة الديم على الحدود الاثيوبية عن فيضان 1988 بنحو 10 سنتيمترات. وانخفض منسوب المياه في دنقلا بمقدار سنتيمتر واحد عن منسوب 1988. ودعا اللواء كمال أحمد حسن مدير الدفاع المدني المواطنين إلى بذل الجهد تحوطاً لحالات الفيضان على مجرى النيل. وقال: "إن الموقف حتى الآن مطمئن" وتحت السيطرة، خصوصاً في مناطق النيل الأبيض في الخرطوم. لكن آثار الفيضان امتدت لقطاع الكهرباء حيث توقف التوليد المائي تماماً بتوقف محطتي الدمازين وسنار، وأضحى التوليد الكهربائي من المحطات الحرارية والغازية فقط والتي تغطي أقل من 20 في المئة من التوليد العام، الأمر الذي يعني ان الظلام الدامس الذي يغطي الخرطوم سيستمر لفترة أخرى لحين انخفاض مستوى الفيضان.