تأجلت الاجتماعات الرسمية للجنة التحضيرية الأفغانية المكونة من ممثلي طرفي النزاع وهما حركة "طالبان" والتحالف الشمالي المناهض لها والذي يضم أحزاباً عدة غير متجانسة والتي كانت مقررة اليوم السبت في العاصمة الباكستانية. وقال مندوب حركة "طالبان" في إسلام آباد عبدالحكيم مجاهد ل "الحياة" إن سبب التأجيل يعود إلى عدم وصول وفد الحركة إلى باكستان "لارتباطات خاصة". وتوقع أن يصل الوفد اليوم السبت لتبدأ المفاوضات غداً الأحد، لكن بعض المصادر عزا هذا إلى خلافات في صفوف الحركة إثر الاتفاق الذي توصل إليه رئيس المجلس الانتقالي ملا محمد رباني مع المندوب الأميركي لدى الأممالمتحدة بيل ريتشاردسون وما صرح به في حينه زعيم الحركة ملا محمد عمر بأن أي اتفاق لم يحصل مع الأميركيين وأن قيادة الحركة في العاصمة كابول تجاوزت صلاحياتها. وتجرى الاجتماعات برعاية منظمتي الأممالمتحدة والمؤتمر الإسلامي، وستكون مهمتها التحضير لاجتماعات تعقد في وقت لاحق للجنة العلماء المخولة درس سبل فض النزاعات بين الجانبين. وتضم اللجنة التحضيرية خمسة من قياديي "طالبان" يتقدمهم ملا وكيل أحمد متوكل سكرتير زعيم الحركة الملا محمد عمر. كما تضم تسعة مندوبين من التحالف الشمالي يمثل اثنان منهم الرئيس الأفغاني المخلوع برهان الدين رباني، ويمثل اثنان آخران الزعيم الأوزبكي الجنرال عبدالرشيد دوستم واثنان لحزب الوحدة الشيعي الموالي لطهران بزعامة عبدالكريم خليلي وومثل واحد لكل من حزب الوحدة المنشق بزعامة آية الله أكبري والحاج عبدالقدير خان الحاكم السابق للولايات الشرقية والحركة الإسلامية الشيعية بزعامة آية الله آصف محسني. ورأت مصادر مطلعة ان غياب القائد الطاجيكي أحمد شاه مسعود عن الاجتماعات يعزز الرأي القائل إنه غير راضٍ عنها، وهو الذي كان يحرص على وجود أحد القريبين منه في أي لقاء مهم. وكان مسعود تغيّب أيضاً عن لقاء المندوب الأميركي لدى الأممالمتحدة بيل ريتشاردسون خلال زيارة الأخير لأفغانستان. غير أن المهندس عبدالرحيم الذي يمثل الرئيس الأفغاني المخلوع في الاجتماعات وهو سفيره في العاصمة الطاجيكية دوشانبه، نفى صحة هذه التكهنات، وأكد ل "الحياة" ان مسعود جزء من معسكر رباني وهو سليتزم بكل ما يصدر عن الاجتماع. وساد اعتقاد ان الاشارات التي صدرت عن الأطراف الأفغانية عززت إلى حد ما أجواء التفاؤل في امكان التوصل إلى حل وما قد ينتج عنه من اطلاق أسرى لدى جميع الأطراف والذين تقدر مصادر الصليب الأحمر الدولي عددهم بحوالى سبعة آلاف أسير. وترافقت هذه التطورات مع تكثيف الحضور الأميركي في أفغانستان والذي رآه البعض على حساب دور الأممالمتحدة ومبعوثها الخاص الأخضر الابراهيمي.