توترت العلاقات في مثلث موسكو - طشقند - دوشانبه بعدما اتهم الرئيس الأوزبكي اسلام كريموف الاستخبارات الروسية أمس الثلثاء بالتواطؤ مع الطاجيكيين ضد اوزبكستان. واكد ان "الحرب الأهلية لم تنته" في طاجيكستان. وردت موسكو بأن اتهامات كريموف "لا تقوم على أساس". وكان كريموف يرد على اتهامات وجهها اليه نظيره الطاجيكي امام علي رحمانوف وذكر فيها ان اوزبكستان قدمت دعماً ومساعدات الى حركة التمرد التي قادها العقيد محمود خودايبردييف. وعرض التلفزيون الطاجيكي أسرى من المتمردين من أصل اوزبكي. وشن كريموف هجوماً مضاداً واكد ان طاجيكستان تشهد "حرباً أهلية ... وصراعاً بين العشائر والأفخاذ لاقتسام مناطق النفوذ". وذكر ان اعترافات الأسرى لا تعني شيئاً لأن "أي روسي سيعترف بأنه صيني" اذا تعرض لتعذيب في أقبية الأمن الطاجيكية. ووسع كريموف هجومه ليتهم روسيا بالتورط. وذكر ان قادة وزارات الأمن والدفاع والداخلية الطاجيكيين، اجتمعوا الى مسؤولين في وزارة الأمن الروسية وان العقيد رضا لمورسونوف الذي كان رئيساً لجهاز "كي.جي.بي" في طاجيكستان، هو الآن مسؤول في الأمن الروسي ويتولى "تنسيق عمليات لتأزيم العلاقات" بين اوزبكستان وطاجيكستان. وفي بيان رسمي اعترفت وزارة الأمن الروسية بانعقاد الاجتماع، لكنها قالت انه تم في اطار لقاءات وزارية على صعيد أسرة الدول المستقلة. وأضافت ان في الوزارة أكثر من 20 ضابطاً من أصل أوزبكي يمكن ان يتهموا بالعمل لمصلحة طشقند وان كون طورسونوف طاجيكياً، لا يعني انه يعمل لدوشانبه. وفي الوقت نفسه، ذكرت الخارجية الروسية ان تصريحات كريموف "لا أساس لها"، واكدت ان موسكو تعمل على تهدئة الأوضاع في المنطقة. مواجهة الأصولية وقد ينسف التوتر الحالي الاتفاق الثلاثي المعقود بين طشقند ودوشانبه وموسكو لمواجهة "الأصولية الاسلامية" كما انه قد يثير مجابهة ساخنة في آسيا الوسطى. ومن المعروف ان هناك 1.3 مليون اوزبكي في طاجيكستان ويشكلون زهاء ربع السكان. وفي المقابل ثمة 4 الى 5 ملايين طاجيكي من بين 17 مليون نسمة في اوزبكستان. موسكو مستاءة وأبلغ "الحياة" خبير طاجيكي ان موسكو "مستاءة" من كريموف لإقامته صلات وثيقة مع الولاياتالمتحدة وتركيا هدفها "إزاحة" روسيا من آسيا الوسطى. واستبعد ان تكون القيادة السياسية الروسية وراء الاحداث الأخيرة، لكنه قال ان في موسكو مراكز قوى متعددة ويمكن ان يكون لبعض منها ضلع في تصعيد التوتر.