دعا البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير اللبنانيين امس الى "التشبث بالارض والعمل بكل قوة للبقاء حيث عاش الآباء والاجداد". وشدد، امام زواره في الديمان امس، على "ضرورة التضامن والالفة والمحبة، لأن الاوطان لا تبنى الا بتضحيات ابنائها، وأكبر برهان ما حدث في لبنان، حيث سقط الكثر من الشهداء وسالت الدماء ليبقى الوطن عنواناً للصمود". وبعد ظهر امس، قام صفير بزيارة لعكار شمال لبنان، وصفت بالتاريخية لأنها الاولى لبطريرك ماروني لهذه المنطقة. وتوقف موكبه في مناطق ظهر العين وحلبا والتليل، حيث اقيمت له استقبالات شعبية حاشدة بالألوف. ورفعت لافتات ترحيب في مختلف المناطق التي سلكها، بما فيه طرابلس، اضافة الى نصب اقواس نصر كثيرة مزينة بصور لصفير والبابا يوحنا بولس الثاني وعبارات من الارشاد الرسولي. ووصل عصراً الى ساحة القبيات حيث سلّمه رئيس بلديتها صبري عبده مفتاح البلدة، ومن هناك توجه سيراً مع صحبه من المطارنة والشخصيات السياسية والفاعليات الشمالية الى كنيسة سيدة الغسالة حيث ترأس قداساً شارك فيه اكثر من 20 ألف مواطن. وألقى عظة ركز فيها على "ما يعانيه مجتمعنا وغيره من المجتمعات من خروج على وصايا الله واستباحة للمحرمات والانجراف نحو ارضاء الغرائز... وكل من اصحابها يطلب على طبق رأس من يحول دون اشباع رغباته. والى هذا مرد هذه الشكوى عندنا على مختلف الصعد". ودعا الى التوبة "بعدما عشنا من اقتتال وانقسام"، طالباً من اللبنانيين "تعزيز العيش المشترك والتعاون في كل المجالات". وناشد الدولة الاهتمام بكل المناطق انمائياً واجتماعياً وعدم حصر الامر بالعاصمة. وقال "نريد لبنان بجميع مناطقه آهلاً بأبنائه وغنياً بعطاءتهم".