أعلن كبار المسؤولين التنفيذيين في شركة "مايكروسوفت"، الخميس الماضي عن سلسلة من النجاحات التي حققتها الشركة، ما اوحى بأن الشركة ناشطة بفعالية وكفاءة في مختلف أسواق هذا القطاع التي منها الاجهزة الشخصية المنزلية، والاجهزة الشخصية التي تستخدمها الشركات، ومحطات العمل الهندسية، والاجهزة العملاقة التي تربط مابين الاقسام المختلفة في الشركات وتخدم المواقع على شبكة "انترنت" الدولية. وبغية الحفاظ على هذا الزخم من النشاط، قالت الشركة انها تنوي زيادة ما تنفقه على مجال التطوير والابحاث من 2.5 بليون دولار، في العام المالي المنتهي آخر حزيران يونيو الماضي، الى ثلاثة بلايين دولار، اضافة الى 200 مليون دولار إضافية تنوي الشركة انفاقها كل عام، على دعم الزبائن والشؤون الفنية. وفيما كان المسؤولون في "مايكروسوفت" يعلنون في سياتل عن ابهر نتائج سجلتها شركة أميركية كبيرة العام الجاري، كانت لجنة قضائية تابعة لمجلس الشيوخ الاميركي تصغي في واشنطن الى شكاوى من عدد من الشركات المنافسة ل "مايكروسوفت" في مجال انتاج البرامج، مفادها ان "مايكروسوفت" تستخدم وسائل تسويقية افتراسية بغية القضاء على أية منافسة تواجهها. وكان من الشاكين للجنة القضائية روبيرت غليزر الذي عمل سابقاً في "مايكروسوفت" ويرأس حالياً مجلس ادارة شركة "رييل نتوركس" التي تتخذ من سياتل مقراً لها وتنتج البرامج التي تمكن مستخدمها من استقبال الصوت والصورة الحيين بفضل جهاز التصفح الخاص ب "انترنت". وقال غليزر لاعضاء اللجنة ان "مايكروسوفت" طورت نسخة جديدة من مشغل الوسائط الذي تنتجه ليعمل في برنامج "ويندوز 98" التشغيلي، ما يلحق ضرراً بالغاً ببرنامج شركة "ريبل نتوركس" التي اسسها غليزر. وقال احد المحامين الذين يمثلون "مايكروسوفت" براد سجيث ان الشركة التي يمثلها لم تتعمد الحاق ضرر بأحد وانها لم تتعمد توليد المشاكل التي يقول غليزر ان "ريبل نتوركس" تصادفها. وأضاف "سنواصل العمل مع شركة غليزر حتى نتوصل الى حل مشاكلها". لكن في الوقت الذي تتعرض فيه ممارسات "مايكروسوفت" التجارية لانتقادات لاذعة من وزارة العدل الاميركية، وعدد من لجان الكونغرس اضافة الى التحقيقات التي تجريها حكومات اوروبية، لم يبدُ على كبار المسؤولين في "مايكروسوفت" مايشير الى انهم سيتخلون عن استراتيجيتهم المندفعة وشبة العدوانية تجاه الشركات الاخرى في القطاع، والتي جعلت "مايكروسوفت" من اكثر الشركات الدولية نجاحاً. وسعت "مايكروسوفت" الى التقليل من احتمال ان تؤثر الدعوى القضائية التي اقامتها وزارة العدل الاميركية عليها، بدعوى مخالفتها لقوانين منع الاحتكار، سلبياً على أرباح الشركة، مشيرة الى ان حصتها من السوق ازدادت على حساب اكبر الشركات المنافسة لها، بما فيها "صن مايكروسستمز" و"نوفيل واورا كل"، في مجال تطبيقات منوعة منها انظمة التشغيل وقواعد المعلومات وبرامج التجارة على "انترنت". وما حصل بالفعل هو ان كبير المسؤولين عن المبيعات في "مايكروسوفت"، جف ريكس أوحى بأن محققي وزارة العدل الاميركية أساءوا تفسير روح الدعابة في الشركة واعتبروها نية استراتيجية لمحو المنافسة. وللاعراب عن روح الدعابة هذه، شغَّل ريكس فيديو موسيقي انتجته الشركة لحفز البائعين فيها. والفيديو محاكاة تهكمية ساخرة للفيلم السينمائي الذي يسمى "رجال يلبسون الاسود"، ويمثل فيه ريكس دور المغني الذي يرتل الكلمات مع الموسيقى فيما يضع على عينيه نظارتين سوداوين يغطي الزجاج فيهما العينين من امام وعلى الجانبين. ومما يرتله ريكس، "نحن اول خط وآخر خط وافضل خط للدفاع ضد اسوأ الحثالات في القطاع"، اضافة الى وصفه رئيس مجلس ادارة شركة "اوراكل"، لورنس اليسون، بأنه "فاشل". وكان المسؤولون في "مايكروسوفت" اعربوا عن ارتياحهم الى ما اكتسبته الشركة من حصص اضافية في عدد من الاسواق، والى ما تم بيعه من برنامج "ويندوز 98". ويقول المسؤولون ان ما تم بيعه من "ويندوز 98" وما سيتم بيعه، في الاشهر الثلاثة الاولى من طرحه في الاسواق، سيعادل ما تم بيعه من برنامج "ويندوز 95" بُعيد طرحه في الاسواق. ومعلوم ان مبيعات "ويندوز 95" كانت افضل من مبيعات اي برنامج تشغيلي تم انتاجه حتى الان. لكن الشركة اعترفت مع ذلك بانها لم تحقق النجاح المنتظر في عدد من المجالات، اذ اثبتت شركة "نوفيل" انها منافس عنيد واقوى مما كان منتظراً، في مجال خدمة الشبكات. على رغم ذلك، اكد المسؤولون في "مايكروسوفت" ان شركتهم استقطعت ما يراوح بين خمسة وثمانية في المئة من "نوفيل" من الحصة السوقية للاخيرة. ومن جهة اخرى، توقع كبير المسؤولين الماليين في "مايكروسوفت"، أن يتراجع نمو الشركة الى حد لا يستهان به في العام المقبل، لان عدداً كبيراً من منتجات الشركة صار يقترب من حد الاشباع في السوق. كما اعرب عن خشيته مما ستؤدي اليه الازمة الآسيوية. وأضاف "ان الادلة تشير الى ان الازمة الآسيوية تتردى". وفي كل عام، تبدو "مايكروسوفت" وكأنها تخص شركة معينة من الشركات بالهجوم والتشفي. ويقول المحللون الذين حضروا لقاء الخميس الماضي ان الحرب المقبلة التي ستشنها "مايكروسوفت" ستخص مجال قطاع قواعد المعلومات للشركات، الذي تهيمن عليه حالياً شركة "اوراكل" التي كان رئيس مجلس ادارتها، في واشنطن الخميس الماضي، يشهد ضد ممارسات "مايكروسوفت" التجارية