يسارع المسؤولون الاميركيون الفيديراليون منهم والمحليون المسؤولون عن شؤون كل من الولايات على انفراد حالياً الى تحديد ما عليهم اتخاذه من اجراءات ضد شركة مايكروسوفت بموجب احكام القانون الذي يحرّم الاحتكار، قبل ان تبيع هذه الشركة نظامها التشغيلي ويندوز 98 الجديد الذي يمثل الجيل التالي من انظمتها التشغيلية، الى الشركات التي تنتج اجهزة الكومبيوتر الشخصية، في ايار مايو الجاري، والى السوق العامة في حزيران يونيو المقبل. ولا يدري هؤلاء المسؤولون حتى الآن ما اذا كان عليهم بالفعل اتخاذ اي تدابير ضد مايكروسوفت بموجب احكام القانون المشار اليه. لكن صناعة الاجهزة الشخصية تستعد منذ فترة من الزمن لاستقبال ويندوز 98 وهي فترة اطول من الفترة التي امضاها المسؤولون الاميركيون حتى الآن في النظر في ما اذا كانت القوانين التي تحرّم الاحتكار تطال بالفعل مايكروسوفت. ويتكهن كبار العاملين في الشركات التي تنشط في مجال الكومبيوتر والمحللون لشؤون هذا المجال برمته، بأن الآثار المبكرة التي سيخلفها ويندوز 98 على السوق ستكون واهية جداً بالمقارنة مع ما فعله ويندوز 95 الذي هزّ السوق وغمرها بموجة عارمة من المبيعات. ويتكهن هؤلاء جميعاً بأن مبيعات ويندوز 98 ستكون اقل من نصف مبيعات سلفه. ولكن مع هذا كله يبدو ان ويندوز 98 سيكون النظام التشغيلي المقبل الذي تقاس به الانظمة التشغيلية كافة. ويلفت كبار العاملين في مجال الكومبيوتر ومحللو شؤونه الى ان ويندوز 98 يمثل تحسناً تكنولوجياً على ويندوز 95 والى ان منتجي الاجهزة الشخصية كافة ينوون تركيب هذا النظام التشغيلي الجديد في اجهزتهم الجديدة. ويمثل نظام تشغيلي جديد من شركة مايكروسوفت، التي تشغّل برامجها 95 في المئة من الاجهزة الشخصية المباعة كلها، فرصة جديدة تسنح للشركة لكي تؤثر بقوة في اتجاه الحوسبة برمته. وينظر القسم المولج بمكافحة الاحتكار في وزارة العدل الاميركية مع المدْعين العامين في مختلف الولايات الاميركية في ما اذا كانت نوايا مايكروسوفت بالنسبة الى ويندوز 98 ستمنحها ميزات وامتيازات في اسواق برامج انترنت الجديدة وفي التجارة الفورية، لا تتوافر لغيرها. ويقول كبار الناشطين في قطاع الكومبيوتر، اضافة الى ما سبق، ان مايكروسوفت تعرض خفض سعر ويندوز 98 بالنسبة الى منتجي الاجهزة الشخصية الذين يركبون معدات معينة في اجهزتهم الجديدة وهو سلوك يصفه بعض الخبراء في شؤون مكافحة الاحتكار وقوانينها بأنه يقيم الدليل على كيف تستخدم مايكروسوفت شبه سيطرتها التامة على سوق الانظمة التشغيلية في محاولة منها لكسب ميزة في الاسواق الجديدة. ويقال، على سبيل المثال، ان مايكروسوفت تعرض خفض سعر ويندوز 98 لمنتجي الاجهزة الشخصية الذين يوافقون على تركيب دارات في اجهزتهم تمكنها من استقبال الصور التلفزيونية، وهو تحرك من الشركة يبدو وكأنه يرمي الى حفز الطلب على خدمة فورية تلفزيونية "تنطلق" من انترنت. ويتفق محللو شؤون قطاع الكومبيوتر، الذين عاينوا النسخة الاولية من ويندوز 98 قبل طرحه في الاسواق، على ان هذا النظام التشغيلي الجديد لا يمثل خطوة تكنولوجية كبيرة الى الامام بالمقارنة مع ما مثّله ويندوز 95 عندما طلعت به مايكروسوفت، اذ كان ذاك بمثابة اعادة نظر شاملة عامة بالنظام التشغيلي الذي سبقه. تحسين ويقول هؤلاء المحللون ان التحسين الملفت للنظر في ويندوز 98 هو ان النظام الجديد يندمج بسهولة وسلاسة تامتين مع التجوال على انترنت، كما انه يسرّع بدء التطبيقات ويسبب "صداعات" اقل من سلفه بالنسبة الى الذي يريد "تركيب" معدات كومبيوترية هامشية مثل عمود الادارة وجهاز المسح وكاميرا الفيديو. ويصف حتى كبار المسؤولين في مايكروسوفت النظام التشغيلي الجديد بأنه "دَوْزَنة" مثالية وضبط لويندوز 95 ويعتبرونه الخطوة التالية في مجال الانظمة التشغيلية بالنسبة الى الافراد، فيما ستوجه الشركة "انظار" الشركات الى برنامج "ويندوز ان تي". وبالاضافة الى هذا ستكون حملة الترويج للنظام التشغيلي الجديد متواضعة بالنسبة الى الحملة التي روّجت لويندوز 95 ففي الحملة الماضية اشترت مايكروسوفت حق استخدام اغنية "ستارت مي أب" التي اشتهرت بغنائها فرقة "ذي رولينغ ستونز" الذائعة الصيت، لتكون النشيد الرسمي او الاغنية المرافقة للحملة الترويجية، واقامت حفلة كبيرة ضخمة كان نجمها ومضيفها جي لينو في اليوم الذي طُرح فيه نظام ويندوز 95 في السوق في صيف عام 1995. ويقول يوسف مهدي، مدير عمليات تسويق "ويندوز": "لن يحظى ويندوز 98 بما حظي به ويندوز 95 من انفاق على تسويقه والترويج الصاخب له". اوساط ومن جهة اخرى لا تتوقع اوساط صناعة الكومبيوتر ان تكون لويندوز 98 ما كان لسلفه من ضجة ورجّة. ويقول المحللون ان مبيعات النظام الجديد ستزداد بالتدريج بينما تراكض الناس الى شراء سلفه حالما طرح في السوق عام 1995، فقد اصطف الناس وقتها في "طوابير" طويلة جداً بانتظار فتح المخازن التي تبيعه. وفي تقدير شركة الابحاث "انترناشونال داتا كورب" ان 6.7 مليون نسخة من ويندوز 98 ستباع فور طرحه في السوق في الخامس والعشرين من حزيران يونيو المقبل، بينما بيع من ويندوز 95، 5.19 مليون نسخة خلال العام الذي طرح فيه في السوق على رغم ان الطرح وقتها حصل في شهر آب اغسطس اي بعد شهرين من الشهر الذي سيطرح فيه ويندوز 98 في السوق. لكن التكهنات بمقدار المبيعات ستكون باطلة وبحكم الملغاة اذا حاول المسؤولون الفيديراليون وفي مختلف الولايات الاميركية منع بيع النظام التشغيلي الجديد. وجاء في تقرير نشر في "بي سي ويك اون لاين"، وهي خدمة اخبارية عن الصناعة الفورية، منذ نحو اسبوع، ان السلطات المعنية في الولايات الاميركية المختلفة تنوي رفع قضية قضائية للحؤول دون طرح ويندوز 98 في الاسواق. لكن مقرباً من السلطات المعنية في الپ12 ولاية اميركية التي تحقق في شؤون مايكروسوفت، يقول ان الحؤول دون طرح ويندوز 98 في السوق ليس ما يفضّل فعله معظم المعنيين في هذه الولايات. ويضيف هذا الناطق ان ما يفضله هؤلاء هو التنسيق بين مواقفهم من جهة وبين موقف وزارة العدل الاميركية. ويذكر ان وزارة العدل تنظر في ما يؤدي الى فتح اسواق برامج انترنت الجديدة واسواق التجارة الفورية امام رياح التنافس والابتكار بدلاً من اتخاذ تدابير تحول دون طرح مايكروسوفت لمنتجاتها. ويذكر ان استراتيجية مايكروسوفت الخاصة بويندوز 98 ترمي الى ابعد من بيع برنامج تشغيلي، فالشركة تحاول الاستفادة من موقعها القيادي لكي تحمل صناعة الاجهزة الشخصية على توفير معدات وخدمات جديدة او هي تحاول هذا. وتعرض الشركة خفض سعر ويندوز 98 اذا ركبّت الشركات المنتجة للاجهزة الشخصية في هذه الاجهزة بطاقات "دَوْزَنة" او "توفيق ومؤالفة" تمكّنها من استقبال اشارات تلفزيونية وعرض افلام الفيديو على شاشاتها. والمعلوم ان العقود التي تبرمها مايكروسوفت مع منتجي الاجهزة سرية وتختلف الى حد ما باختلاف المنتجين، لكن كبار المنتجين الذين ادلوا بتصريحات، شرط ان تبقى اسماؤهم طي الكتمان، يقولون ان مايكروسوفت تعرض خفض سعر ويندوز 98 بمقدار 15 الى 20 دولاراً بالنسبة الى منتجي الاجهزة الشخصية اذا ركّبوا بطاقات دوزنة او توفيق ومؤالفة في الاجهزة، علماً بأن السعر هو عادة نحو 45 دولاراً. وبالنسبة الى منتجي الاجهزة الشخصية، قد يتدنى سعر بطاقة الدوزنة او التوفيق والمؤالفة الى 25 دولاراً. وعليه تبدو مايكروسوفت وكأنها تقدم خفضاً لا يستهان به، من خلال تسعيرها لويندوز 98، بغية تشجيع تبني بطاقات الدوزنة او التوفيق التلفزيونية. وقد يأتي المزيد من التشجيع من الاتفاقات الخاصة بتطوير السوق وتنميتها التي تبرمها مايكروسوفت مع منتجي الاجهزة الشخصية والتي تقدم بموجبها دعماً تسويقياً وترويجياً لهؤلاء المنتجين. ويقول ريتشارد دوكرتي، رئيس شركة "انفجينيرينغ"، الناشطة في مجال الابحاث: "لدى مايكروسوفت من القوة والمال ما يمكّنها من فعل ما تشاء في قطاع الكومبيوتر". ومنذ اربع سنوات بدأ بعض منتجي الاجهزة الشخصية يركّب في الاجهزة الباهظة الثمن ما يمكنها من التقاط او استقبال صور تلفزيونية، لكن الطلب على هذه الاجهزة كان ضئيلاً جداً، فقد كانت المعدات اللازمة لجعل الاجهزة قادرة على استقبال الصور التلفزيونية باهظة الثمن وكانت نوعية هذه الصور سيئة ولم تجد الا القلة القليلة من الناس ميزة او خيراً في مشاهدة برامج تلفزيونية عادية على شاشات الاجهزة الشخصية. لكن التكنولوجيا تحسّنت الآن وقد يكون الاستخدام المفتاح استقبال خدمات "هجينة" من تلفزيون وانترنت تعرض افلام فيديو باسلوب التلفزيون ترافقها مقالات وخرائط واحصاءات عن الموضوع نفسه الذي يعالجه الفيلم والذي قد يراوح بين الافلام عن الطبيعة المخصصة للاطفال والاولاد وبين المباريات الرياضية.