نيويورك الأممالمتحدة، بغداد - رويترز، أ ف ب - ذكرت مصادر ديبلوماسية في نيويورك ان طارق عزيز يسعى الى الحصول على ضمانات من الأممالمتحدة في شأن رفع الحصار المفروض على بلاده منذ ثماني سنوات لقاء استئناف العراق تعاونه مع اللجنة الدولية الخاصة المكلفة ازالة أسلحة الدمار الشامل العراقية "اونسكوم"، فيما دعت الصحف العراقية أمس الأممالمتحدة الى التجاوب مع مطالب العراق لحل أزمة نزع الأسلحة العراقية، والتخلص من "هيمنة الولاياتالمتحدة والصهيونية" على مقدراتها. وكان نائب رئيس الوزراء العراقي اعلن أول من أمس انه سيواصل مشاوراته في نيويورك في الأيام المقبلة، بعد أن كان مقرراً ان يغادرها، ثم يعود اليها بعد التشاور مع الرئيس صدام حسين. واضاف في ختام اجتماعه مع الامين العام للامم المتحدة كوفي انان في تصريح صحافي انه يعتزم البقاء "بضعة ايام" اضافية في نيويورك. وذكرت الاممالمتحدة ان انان تمنى على طارق عزيز عقد لقاء جديد معه يوم الاربعاء المقبل بعد ان يكون استشار اعضاء مجلس الامن. ورأى ديبلوماسيون ان عزيز يسعى للحصول على ضمانات بشأن رفع الحصار المفروض على بلاده منذ ثماني سنوات مقابل استئناف التعاون مع مفتشي "اونسكوم" المعلق منذ الخامس من آب اغسطس الماضي. وجاء في بيان نشرته الاممالمتحدة اثر محادثات انان وعزيز انه "طلب توضيحات عدة وقد حصل عليها". ولم ترد تفاصيل حول هذه التوضيحات. واضاف البيان ان محادثات عزيز في نيويورك تناولت "المراجعة الشاملة" التي اقترحها انان لانهاء الازمة في شأن نزع الاسلحة والوصول الى رفع العقوبات المفروضة على بغداد منذ العام 1990 اثر الاجتياح العراقي للكويت. لكن مجلس الامن الدولي اشترط أولا إعادة التعاون قبل المراجعة الشاملة. واعتبرت مصادر عراقية ان تمديد زيارة عزيز "اشارة جيدة" الى ان المحادثات تتقدم. واعلنت الاممالمتحدة أول من امس ان لقاء انان وعزيز اسفر عن تحقيق بعض "التقدم"، لكن المتحدث باسم الأممالمتحدة فريد ايكهارد ابلغ الصحافيين أول من أمس: "لا اعتقد ان اجتماع اليوم أمس سيسفر عن أي شيء محدد". وكان عزيز وصل مع عدد من المسؤولين العراقيين الى نيويورك الاثنين، وأجرى محادثات مع كل اعضاء مجلس الأمن الدولي تقريباً. وأعرب بعض السفراء العرب في وقت سابق عن اعتقادهم بأن عزيز سيوافق على رفع الحظر على عمليات التفتيش. وكان مجلس الأمن قد رد في التاسع من أيلول سبتمبر الماضي على اعلان العراق وقف تعاونه مع المفتشين، بتجميد مراجعاته الدورية للعقوبات التجارية الصارمة، ليبقي الحظر مفروضاً على بغداد لأجل غير مسمى. ولم يبد عزيز أي علامة على التراجع في تصريحاته العلنية. وأصر على أن العراق لم يعد يملك أي أسلحة محظورة، وأن مفتشي الأسلحة يؤخرون العملية عمداً لأسباب سياسية. وفي بغداد، ذكرت صحيفة "بابل" ان "الاممالمتحدة وأمينها العام يمران اليوم بأصعب محنة بسبب العجز والاخفاق والوهن الذي أصابها بسبب هيمنة الولاياتالمتحدة والصهيونية على مقدراتها".واضافت الصحيفة التي يديرها عدي، النجل الاكبر للرئيس العراقي صدام حسين، ان "موقف العراق الصلب هو فرصة ذهبية للامم المتحدة كي تعيد هيبتها ووقارها وشخصيتها بعيداً من الهيمنة والغطرسة الاميركية - الصهيونية". ودعت الصحيفة الاممالمتحدة الى "انصاف العراق لمواقفه الايجابية المسؤولة، فإن ذلك ليس بهبة او مكافأة بل استجابة منطقية ومسؤولة للامم المتحدة". ودعت صحيفة "الجمهورية" من جهة اخرى الامين العام للامم المتحدة "ان يفتح تحقيقاً رسمياً في ارتباطات اللجنة الخاصة وسلوكها الاستخباري الشاذ المعادي للعراق" لا سيما بعد تصريحات المفتش السابق الاميركي سكوت ريتر الذي استقال من اللجنة في آب اغسطس الماضي. وشددت على ان التحقيق يجب ان يشمل ليس فقط تصريحات ريتر، بل "اجمالي الظلم الذي وقع على العراق طيلة أكثر من ثمانية اعوام، والذي لن نقبل به بعد كل هذه التضحيات التي قدمها شعبنا على أمل ان ينظر مجلس الأمن في رفع الحصار عنه".