بغداد، نيويورك - رويترز، أ ف ب - أكدت الولاياتالمتحدة معارضتها طلب موسكو تعيين نائب روسي لريتشارد بتلر رئيس اللجنة الخاصة المكلفة التحقق من نزع الاسلحة العراقية المحظورة اونسكوم. ولوّح المندوب الاميركي لدى الأممالمتحدة بيل ريتشاردسون باستخدام الفيتو اذا عرض الطلب الروسي على مجلس الأمن. وأعلنت المنظمة الدولية ان الترتيبات الخاصة بتفتيش المواقع الرئاسية في العراق ستكون جاهزة بحلول يوم غد. فيما يستعد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان لزيارة واشنطن الأربعاء حيث سيناقش مع الرئيس بيل كلينتون موضوع العراق وتنفيذ اتفاق بغداد الخاص بالمواقع الرئاسية. وقال ريتشاردسون للصحافيين في نيويورك انه لا يحبذ فكرة انشاء منصب نائب لرئيس "اونسكوم". وأضاف: "نعتقد ان اللجنة تؤدي عملها في شكل جيد وهي فاعلة، لكننا سنؤيد بتلر اذا شعر انه يريد تنويع الاشخاص" في تركيبة اللجنة. وفي مقابلة مع شبكة "ان. بي. سي" قال السفير الاميركي انه "سيستخدم الفيتو" اذا طرحت مسألة تعيين نائب ثان لبتلر امام مجلس الأمن، علماً ان الاميركي تشارلز دويلفر هو نائب رئيس "اونسكوم". لكنه أضاف: "هذا قرار على بتلر اتخاذه، ونحن نثق به ونرى انه مخلص وكفء. اذا كان يعتقد انه يحتاج الى توازن في اختيار الاشخاص ليس جغرافياً او عرقياً او على اساس البلدان، فذلك سيكون قراره". وأعلن الناطق باسم البيت الأبيض مايك ماكوري ان القرار يعود الى بتلر. وصرح ناطق باسم الأممالمتحدة ليل الجمعة بأن انان يدرس طلب موسكو تعيين روسي نائباً ثانياً لرئيس "اونسكوم". وقال ديبلوماسيون ان المندوب الروسي سيرغي لافروف قدم اقتراحاً في رسالة الى انان في هذا الشأن، مشيرين الى انها ليست المرة الأولى التي تقدم موسكو اقتراحاً من هذا النوع. وأشار الناطق باسم المنظمة الدولية فرد ايكهارد الى ان انان "ما زال يدرس الرسالة"، ولفت الى ان الاقتراح يأتي بعد الاجتماع الطارئ الذي عقدته اللجنة الخاصة في 21 تشرين الثاني نوفمبر واقترحت فيه روسيا احداث اربعة مناصب اضافية لمساعدة بتلر، وليكون كل من الاعضاء الدائمين في مجلس الأمن ممثلاً بنائب للرئيس في اللجنة. وذكر ديبلوماسي غربي ان تعديل بنية اللجنة من اختصاص مجلس الأمن. الى ذلك اوضح ايكهارد في مؤتمر صحافي عقده في نيويورك ليل الجمعة ان انان سيلتقي كلينتون وكبار المسؤولين في الادارة الاميركية خلال زيارته لواشنطن التي ستستغرق يوماً. وذكر ان "مسألة لقاء انان اعضاء في الكونغرس لم تتضح حتى الآن"، مشيراً الى ان الأمين العام "يعتزم القيام بزيارة ثانية لواشنطن بعد عطلة عيد الفصح، من جل التحدث الى اعضاء الكونغرس". لكنه أشار الى ان المسؤولين الاميركيين يمكن ان ينظموا عشاء لأنان الأسبوع المقبل قد يشارك فيه زعماء الكونغرس وبينهم زعيم الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ ترينت لوت. وكان الجمهوريون خصوصاً لوت دانوا الاتفاق الذي وقعه انان مع نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز في 23 شباط فبراير الماضي في شأن تفتيش المواقع الرئاسية في العراق. وكشف ايكهارد ان الأمين العام المساعد لشؤون نزع السلاح جايانتا دانابالا سيتوجه الى العراق غداً تمهيداً لبدء "المجموعة الخاصة" المكلفة تفتيش المواقع الرئاسية، نشاطاتها. وزاد ان الاجراءات الخاصة بالتفتيش يفترض ان تستكمل بحلول يوم غد. وستضم المجموعة ديبلوماسيين يرافقون خبراء من "اونسكوم"، برئاسة دانا بالا الذي عينه انان بعد توقيع اتفاق بغداد. وأفادت مصادر في الأممالمتحدة ان الاجراءات الجديدة ستستبعد عملياً الديبلوماسيين الاميركيين والبريطانيين من مرافقة فرق "اونسكوم" لأن الديبلوماسيين الذين سيرافقونها سيختارون من دول لها تمثيل في بغداد. وتابعت المصادر ان العراق استشير في شأن تلك الاجراءات وطلب ادخال اربعة تغييرات قبل واحد منها. واقترح انان ان يبلغ بتلر العراق موعد عمليات التفتيش لكن دانا بالا سيتولى هذه المهمة بناء على نصيحة من بتلر. وتطرق ايكهارد الى مهمة فريق التفتيش الذي يرأسه الاميركي سكوت ريتر ويضم خمسين خبيراً باشروا مهمة جديدة في العراق في أول اختبار لتنفيذ اتفاق بغداد. وأعلن الناطق باسم الأممالمتحدة ان فريق ريتر، الذي اثار ازمة في بغداد في كانون الثاني يناير الماضي، فتش اول من امس ثلاثة مواقع حساسة في العاصمة العراقية بپ"تعاون كامل" من قبل السلطات. وكشف ايكهارد ان خبراء الفريق ينتمون الى 11 بلداً هي الارجنتين واستراليا ومصر والمانيا والأردن وهولندا ونيوزيلندا وبولندا وسورية وبريطانيا والولاياتالمتحدة. وواصل ريتر الذي اتهمته بغداد سابقاً بأنه "جاسوس" للاستخبارات الاميركية، مهماته في العراق امس من دون صعوبات. من جهة اخرى أفادت صحيفة "اندبندنت" البريطانية امس ان السفير الاميركي لدى الكويت جيم لاركو قلل من شأن خطر الاسلحة الكيماوية العراقية اثناء الازمة الاخيرة. ونقلت الصحيفة عن مذكرة اعدها رجل اعمال اميركي حضر لقاء لرجال أعمال مع لاركو في الكويت في 3 شباط فبراير الماضي ان لاركو اعتبر ان "الاقنعة الواقية من الغازات ليست مطلوبة، ولا أحد في السفارة الاميركية حصل على قناع، والسفارة لم تطلب اقنعة. والسبب الرئيسي وراء عدم طلبها هو الثقة ب انظمة الدفاع الاميركية التي وضعت في الكويت، وكون الاسلحة البيولوجية والرؤوس الكيماوية العراقية غير فاعلة". وأكد لاركو للصحيفة انه تحدث مرات الى اميركيين في الكويت اثناء الازمة وابلغهم ان خطر التعرض للأسلحة الكيماوية والبيولوجية العراقية "احتمال ضعيف"، لكنه نفى بشدة ان يكون ذكر انها غير فاعلة.