طالب رئيس البرلمان الروسي غينادي سيليزنيوف باستقالة الرئيس بوريس يلتسن فوراً، واشار قادة الكتل اليسارية الى انهم قد يرفضون الانضمام الى حكومة ائتلافية في ظل الرئيس الحالي، فيما حذّر رئيس الوزراء المعيّن فيكتور تشيرنوميردين من ان الاوضاع "تقترب من الطوارئ" ولا تحتمل تأجيل المصادقة على تشكيل الحكومة. وعلى رغم تفاقم الازمتين السياسية والاقتصادية - المالية فان يلتسن اعتكف امس الاربعاء ولم يعلن عن مكان وجوده واقتصر متحدث باسم الكرملين على القول انه يواصل عمله في منزله الريفي استعداداً لاستقبال الرئيس الاميركي بيل كلينتون مطلع الشهر المقبل. وواجه تشكيل الحكومة الجديدة مصاعب كبيرة بسبب تصعيد المعارضة مطالبها. وذكر سيليزنيوف شيوعي ان يلتسن "استنفد قرض الثقة" ويجب ان يستقيل طوعاً. وقال ان البرلمان سيصدر قرار حجب الثقة عن رئيس الدولة بأغلبية الثلثين في جلسة تعقد بعد حركة احتجاج عامة ستنظمها المعارضة في السابع من تشرين الاول اكتوبر وتوقع ان يشارك فيها "العمال والصيارفة" على حدّ سواء. واكد رئيس البرلمان ان الهيئة الاشتراعية مستعدة لاصدار قانون ينص على "ضمانات للمواطن الذي عمل رئيساً للدولة". ومن جانبه دعا زعيم الحزب الشيوعي غينادي زيوغانوف الى عقد جلسة طارئة للهيئة العليا للبرلمان مجلس الفيديرالية لكي تستصدر قراراً مماثلاً لتوصية اصدرها سابقاً مجلس الدوما النواب وطلب فيها من يلتسن التنحي عن منصبه طوعاً. وفي اشارة الى ان احزاب اليسار لن تنضم الى الوزارة الا بانسحاب رئيس الدولة قال زيوغانوف ان الحكومة المقترحة "لن تتمكن من اداء مهامها بوجود يلتسن". وحمل زيوغانوف كلاً من يلتسن وتشيرنوميردين مسؤولية "المأساة التي أحاقت بروسيا" ولمح الى ان المعارضة مستعدة لقيادة الحكومة وقدّم رئيس الوزراء المعين تصوراً مماثلاً للوضع الراهن الذي قال انه "يقترب من الطوارئ". واعترف بأن مسؤولية تردي الاوضاع "تقع على الجميع ومن ضمنهم أنا". الا انه حذّر من أن أي تأخير في تشكيل الحكومة سيؤدي الى مزيد من التدهور وقال ان العدّ التنازلي "ليس بالاشهر ولا بالاسابيع … والزمن الآن عامل حاسم"