بعد صراع دام شهراً كاملاً انتهت امس الجمعة الازمة الوزارية بموافقة البرلمان الروسي على تعيين سيرغي كيريينكو رئيساً للحكومة. وحصل المرشح على 251 صوتاً بعدما كانت التوقعات المتفائلة اكدت انه في افضل الاحوال سيحصل على تأييد 230 نائباً. وتشير نتيجة التصويت الى ان نحو 20 او 30 نائباً شيوعياً تمردوا على قرار قيادتهم التصويت ضد كيريينكو. وبدأت الازمة في 23 آذار مارس باقالة حكومة فيكتور تشيرنوميردين ووقع اختيار الرئيس بوريس يلتسن على وزير الطاقة والوقود سيرغي كيريينكو 35 سنة لرئاسة الوزارة. وأثار هذا القرار اعتراضات واسعة في صفوف المعارضة وعدد الكتل الموالية للكرملين. وفي الجولة الاولى من الاقتراع لم يحصل كيريينكو على اكثر من 143 صوتاً وانخفض العدد الى 115 في الجولة الثانية، في حين ان تعيين رئيس الوزراء يقتضي الحصول على 226 صوتاً اي نصف العدد الاجمالي. ولكن الجولة الثالثة والأخيرة التي جرت امس كانت حاسمة اذ ان رفض كيريينكو كان سيعني تلقائياً حل البرلمان دون ان تكون هناك ضمانات بأن الانتخابات الجديدة سوف تجري وفق القواعد السابقة. وأشار عدد من مساعدي يلتسن الى ان الرئيس سيصدر مرسوماً يلغي الانتخابات على القوائم الحزبية. والى جانب العصا لوح الكرملين بالجزرة فأعلن انه سيقدم "مكاسب مادية" للنواب في حال موافقتهم على تأييد المرشح، الا انه رفض مطالب اليساريين بتشكيل حكومة ائتلافية. وفي جلسة امس اعلنت كتلتان فقط انهما ستقترعان ضد كيريينكو. وذكر زعيم كتلة "يابلوكو" الاصلاحية المعتدلة غريغوري يافلينسكي ان "تغيير الحكومات لن يغير وضع روسيا" وأشار الى ان كيريينكو لم يقدم تصوراً واضحاً لمعالجة المشاكل واكد ان تعيينه سيعني قيام "حكومة ضعيفة في ظل رئيس استبدادي وبرلمان عاجز". واكد زعيم الحزب الشيوعي غينادي زيوغانوف ان كتلته التي تضم 135 نائباً لتصوت ضد "المرشح المفروض بالقوة" وأضاف انه "لا يخاف" حل مجلس الدوما. ودعا المعترضون على اسم المرشح الى ان يكون الاقتراع علناً ما يمنع "تمرد" عدد من النواب على قرارات قيادات الاحزاب، إلا ان البرلمان وافق على تصويت سري بالقسائم. ورفض اعضاء "يابلوكو" استلام القسائم لكيلا يتهموا بالمراوغة فيما استلمها عدد من النواب الشيوعيين ما يوحي بأنهم صوتوا لكيريينكو. وأكدت لجنة فرز الاصوات ان 315 نائباً استلموا قسائم الاقتراع وصوت 251 لمصلحة كيريينكو وضده 25. والغى يلتسن خطاباً كان مقرراً ان يوجهه الى الشعب صباح امس وذكر مكتبه الصحافي انه يتابع على شاشة التلفزيون وقائع جلسة البرلمان. ومن الواضح ان نتائج الاقتراع ستعزز مواقع الرئيس الروسي كمرجع وحيد للسلطة والقرار، وهي من جهة اخرى قد تؤدي الى تصدع في صفوف المعارضة وخاصة داخل الحزب الشيوعي. فخلافاً للرأي الاجماعي الذي توصل اليه الاجتماع الموسع للجنة المركزية اكد رئيس البرلمان غينادي سيليزنيوف وهو من اقطاب الحزب انه يؤيد ترشيح كيريينكو. ومن الواضح ان زهاء 20 أو 30 نائباً شيوعياً ايدوه في موقفه متمردين على زيوغانوف الذي قاد الجناح المتشدد. وذكر الكسندر شوخين رئيس كتلة "روسيا بيتنا" التي يقودها رئيس الوزراء السابق فيكتور تشيرنوميردين ان على يلتسن الآن ان يقوم ب "خطوات مصالحة" مع البرلمان ويقدم تنازلات كان قد رفضها سابقاً وخاصة على صعيد تشكيل الحكومة.