قال وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين، أول من أمس، فور عودته من إيران "ان التيار المقاوم للتغييرات في إيران لا يزال قوياً جداً". وجاء ذلك في حديث إلى القناة الثانية للتلفزيون الفرنسي. وتابع فيدرين انه ينبغي متابعة وتشجيع إرادة حكومة الرئيس محمد خاتمي بحذر وعبر تعزيز الحوار السياسي مع إيران، وقال: "انني أعود من إيران مقتنعاً بأن لدى الفريق الحالي في إيران نية في التوجه في طريق التغيير تدريجاً". ولوحظ ان الرئيس خاتمي دان بوضوح تام كل أوجه الارهاب في العالم. ورأى فيدرين أنه ينبغي تعزيز الحوار السياسي مع إيران والعلاقات الاقتصادية والثقافية، وقال إن "هناك مجالات عمل عديدة بالنسبة إلى العلاقات الاقتصادية، إذ أن هذا البلد له احتياجات عديدة بالنسبة إلى البنية التحتية". وبالفعل عاد فيدرين ووفده المرافق بانطباع أساسي هو أن لدى الرئيس الإيراني ووزير خارجيته رغبة حقيقية في إخراج إيران من العزلة الدولية والانفتاح وممارسة دور اقليمي متناسب مع حجم الدولة وتاريخها، مع حاجة ملحة إلى ايجاد دور شريك مع الغرب في الحلول السياسية للأزمات الكبرى مثل أفغانستان وقره باخ وأرمينيا وغيرها من الدول المجاورة. وقد لمست الأوساط الفرنسية لدى المسؤولين الإيرانيين الذين التقاهم الوزير الفرنسي مستجدات في نظرتهم وتأييدهم للحركات الإسلامية الاصولية. ففي إيران استياء وتخوف كبيران من حركة "طالبان" في أفغانستان، مما أدى إلى حذر شديد وجديد في إيران بالنسبة إلى تأييد المجموعات الإسلامية الاصولية. وفي هذا السياق علمت "الحياة" أن إيران تلقت للمرة الأولى رسالة من الإدارة الأميركية، غداة هجوم "طالبان" على مزار شريف، تعبر عن مشاركة الولاياتالمتحدةإيران في اهتمامها في أن يسود الهدوء في أفغانستان. ونقلت مصادر الوفد الفرنسي عن الإيرانيين أنهم مرتاحون جداً إلى التقارب بينهم وبين السعودية حتى أن بعض المسؤولين أشار إلى "افتخارهم بكون بعض كبار المسؤولين السعوديين أقاموا استثمارات خاصة في إيران". وعندما أثار فيدرين موضوع إيران مع الإمارات العربية المتحدة حول الجزر الثلاث، رد الجانب الإيراني "بأنهم يفضلون العمل على حل هذا الخلاف عبر الحوار مع المسؤولين الإماراتيين وليس كما تريده الإماراتوفرنسا في المحكمة الدولية في لاهاي". وأبلغ الجانب الإيراني الفرنسيين أن وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية الشيخ حمدان بن زايد سيزور قريباً طهران للتحادث في الموضوع. وأصر فيدرين خلال لقاءاته على إثارة المواضيع "الصعبة" بين الاتحاد الأوروبي وإيران التي تتعلق بحقوق الإنسان وفتوى إهدار دم الكاتب سلمان رشدي وعمليات قتل معارضين قامت بها إيران في الماضي في فرنسا وأوروبا. ولمس الجانب الفرنسي حذراً كبيراً وخلافات حول هذه المسائل. وعلى رغم خروج فيدرين من لقاءاته في طهران مقتنعاً بضرورة تعزيز الحوار بين إيرانوفرنسا، إلا أن ذلك لا يعني زوال الحذر الفرنسي من احتمال تقلب الوضع الداخلي في إيران