طهران - أ ف ب - أعلن مسؤول إيراني رفيع المستوى عشية زيارة وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين لطهران ان إيران تعطي "أهمية كبيرة" لعلاقاتها مع فرنسا، وتأمل بشراكة "مميزة" بين البلدين. وقال علي رضا معيري مستشار الرئيس الايراني محمد خاتمي في مقابلة مع وكالة "فرانس برس": "نأمل بتحول فرنسا إلى شريك مميز في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية، وبالتوصل الى الشيء نفسه مع كل اعضاء الاتحاد الاوروبي". وسيصل فيدرين مساء اليوم إلى العاصمة الايرانية، في زيارة رسمية تستمر يومين يلتقي خلالها كبار المسؤولين الايرانيين. واعتبرت وسائل الاعلام الايرانية ان الزيارة يمكن ان تشكل "منعطفاً" في العلاقات بين فرنساوإيران. ووجه معيري الذي عين سفيراً لإيران لدى فرنسا، تحية الى "مقاومة" فرنسا الحظر النفطي الاميركي على ايران، واعتبر أن باريس لعبت "دوراً استثنائياً" في تسوية الأزمة بين طهران والاتحاد الاوروبي. وكانت الدول ال 15 الأعضاء في الاتحاد استدعت عام 1997 سفراءها في طهران اثر صدور حكم قضائي ألماني يتهم ايران بالتخطيط "على أعلى مستويات الدولة" لاغتيال أربعة معارضين أكراد إيرانيين في برلين عام 1992. وأدى استدعاء السفراء الى أزمة ديبلوماسية بين الطرفين استمرت شهوراً وانتهت بعودة السفراء الأوروبيين إلى سفاراتهم في طهران. وأشار معيري الى ان خاتمي "مصمم على قيام علاقات ثقة مستقرة ونشطة" مع فرنسا. وأضاف داعياً الى "تعاون ثقافي واسع" بين البلدين: "لحسن الحظ، قادة البلدين يتمتعون بالثقة الضرورية لتعزيز الروابط" بينهما. وأوضح أن "أفغانستان وكوسوفو والشرق الاوسط ستكون ابرز المواضيع السياسية الدولية في طاولة المحادثات" بين فيدرين ونظيره الايراني كمال خرازي. وزاد أن الوزير الفرنسي يأتي إلى طهران "مع أبرز المسؤولين في حكومته وعضو في مجلس الشيوخ وثلاثة نواب أحدهم رئيس بلدية المدينة التي اقام فيها فريق كرة القدم الايراني خلال المونديال" ايسينجو. ورداً على سؤال هل تتطرق المحادثات إلى مسائل حقوق الانسان، خصوصاً مسألة الكاتب سلمان رشدي، أجاب معيري: "لدينا موقفنا من حقوق الإنسان وسنشرحه". وتابع مستشار الرئيس الايراني: "منذ وصول خاتمي الى الرئاسة حصل تطور في مجال حقوق الانسان، إلا أنه بخصوص سلمان رشدي فإن موقفنا الرسمي لم يتغير، أي أن الحكومة لن تبادر إلى أي عمل ضده". وكان الإمام الخميني أصدر فتوى بإهدار دم رشدي قبل تسع سنوات، لأن كتابه "آيات شيطانية" يتضمن اساءات إلى الإسلام. وأكد معيري أن خرازي سيلبي دعوة لزيارة فرنسا "بعد زيارة فيدرين". وكان وزير الخارجية الفرنسي السابق رولان دوما زار إيران في أيار مايو 1991، وهذه هي الزيارة الوحيدة من نوعها على هذا المستوى منذ قيام الجمهورية الاسلامية عام 1979