يصل وزير الخارجية الفرنسي أوبير فيدرين الى العاصمة الايرانيةطهران، مساء الجمعة، في زيارة رسمية، هي الاولى لمسؤول فرنسي بهذا المستوى الرفيع منذ العام 1991، تاريخ الزيارة التي قام بها وزير الخارجية السابق رولان دوما. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية الدكتور محمود محمدي ان فيدرين سيجري جلستي محادثات مع نظيره الايراني الدكتور كمال خرازي يومي السبت والاحد قبل ان يغادر الى باريس. وأكد ان الضيف الفرنسي سيلتقي "بشخصيات عالية" في الدولة من دون ان يحددها. وعلمت "الحياة" ان فيدرين سيلتقي الرئيس سيد محمد خاتمي ورئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الرئيس السابق اكبر هاشمي رفسنجاني ورئيس البرلمان علي اكبر ناطق نوري، وهي اشارة الى اهمية زيارة المسؤول الفرنسي وما يوليه الجانبان من اهتمام بها. وأوضح محمدي ان مباحثات فيدرين في طهران ستتناول خصوصاً، اضافة الى ما يتصل بتطوير العلاقات الثنائية، قضايا اقليمية ودولية و"سبل التعاون على تعزيز الاستقرار في المناطق المتأزمة"، في اشارة الى قضايا الشرق الاوسط والعراق وافغانستان، علماً بأن باريس انتقدت ما تعرّض له الديبلوماسيون الايرانيون على يد "طالبان" في مزار شريف شمال افغانستان اخيراً. وتلقت طهران الموقف الفرنسي بإيجابية على المستويين السياسي والاعلامي. ويصف المراقبون زيارة فيدرين بأنها ستشكل "نقطة تحول" في مسار العلاقات بين البلدين. واشارت تعليقات الصحافة الرسمية في طهران الى ما لوحظ من تطور في الروابط الثنائية خلال هذا العام. واعتبرت ان فرنسا لعبت دوراً ايجابياً في تغيير الاتحاد الاوروبي موقفه "السلبي" مع طهران خصوصاً بعد مجيء خاتمي. وفي باريس، رأت مصادر فرنسية مطلعة ان الزيارة "تأتي في الوقت المناسب سياسياً اذ ان عدداً من الدول الغربية بدأت انفتاحاً نحو ايران، منها بريطانيا التي اعلنت عن عودة الخطوط الجوية البريطانية الى طهران وايطاليا التي ارسلت وزير الخارجية في زيارة رسمية ايضاً، كما ان الولاياتالمتحدة بدأت تعيد النظر في سياسة الاحتواء المزدوج تجاه ايران والعراق". وترى فرنسا ان ايران دولة مهمة في المنطقة و"انها في تطور واضح رغم انه لا يوجد أي تأكيدات حول مصير هذا التطور"، الا ان المصادر ترى ان الوضع الداخلي في ايران "يسير نحو انفتاح اكبر على الصعيد الدولي". ونوّهت المصادر بالانفتاح الايراني نحو السعودية، واعتبرت ان ايران "تلعب دور المساهم في الاستقرار في وسط آسيا والقوقاز".