اعلن الرئيس بيل كلينتون امس ان واشنطن فتحت جبهة جديدة على اسامة بن لادن هي الجبهة الاقتصادية. ووقع امراً تنفيذياً بوقف "كل المعاملات بين الشركات التي يملكها بن لادن والشركات الاميركية"، في حين اعتقلت السلطات الألبانية عشرة اشخاص بينهم عرب يشتبه في تورطهم بالارهاب. وعززت الاجراءات الامنية في كل انحاء الولاياتالمتحدة تحسباً لعمليات انتقامية بعد الضربة الصاروخية الاميركية للسودان وأفغانستان، فيما توعدت "الجماعة الاسلامية" الاميركيين وهددت منظمة "جماعة الجهاد الاسلامي العالمية" بضرب المصالح الاميركية. وأفاد تقرير نشر في نيروبي امس ان السلطات الكينية تعتقل يمنياً اسمه خالد سالم ولبنانياً اسمه عبدالله نجا لتورطهما في تفجير سفارة الولاياتالمتحدة. راجع ص4 و5 و6 وقال كلينتون في كلمته الاسبوعية الى الاذاعة التي بثت من منتجع مارثاس فاينيارد حيث يقضي اجازته، انه أرسل أمراً تنفيذياً الى وزارة الخزانة يتضمن وقف "كل المعاملات" فوراً بين الشركات التي يملكها بن لادن والشركات الأميركية. وقال انه سيطلب من حكومات اخرى "اتخاذ خطوة مماثلة". وأضاف: "علينا ان لا نترك ملجأ للارهابيين أو اموال الارهاب. ان بناء شبكة مثل التي عند بن لادن يتطلب الكثير من المال، وسنبذل اقصى الجهد لنضمن تقليل ما لديه من المال". وفي شأن الضربات الصاروخية للسودان وافغانستان الخميس الماضي قال كلينتون ان على الرأي العام الأميركي ان يكون "واقعيا" في تقديره لتأثير المتوقع للخطوات العسكرية المحددة، لأن "علينا ان نستعد لمعركة طويلة، وحان الوقت كي يعرف متعاطو الارهاب انهم مكشوفون" امام الضربات. واعتبر ان "الشبكة التي يديرها بن لادن هي المجموعة الارهابية غير الحكومية الأخطر في العالم". وكرر كلينتون ان "الكفاح ضد الارهاب لا يستهدف الاسلام، ومن المهم جداً ان يفهم الاميركيون ان التهديد الذي يواجهنا لا علاقة له بالدين الاسلامي". وكان الناطق باسم البيت الأبيض مايكل ماكوري أوضح أمس ان صواريخ "كروز" الأميركية استهدفت "ستة من معسكرات الارهاب في أفغانستان، وأصيب كل منها بمستوى ما من التدمير". واستخدمت الولاياتالمتحدة في الهجومين على السودان وافغانستان 79 صاروخا من نوع "كروز" ثمنها 80 مليون دولار. التدابير الأمنية وواصلت واشنطن تشديد الاجراءات الأمنية لحماية المصالح الاميركية داخل الولاياتالمتحدة وخارجها، وأعلنت حال تأهب في صفوف قوات الأمن الاميركية تحسباً لأي هجمات انتقامية بعد ضرب السودان وافغانستان. في الوقت ذاته جددت سفارة الولاياتالمتحدة في الرياض دعوتها الأميركيين في السعودية الى مضاعفة الحذر. وأفاد مصدر رسمي في العاصمة الأردنية ان السفارة الاميركية تلقت امس انذاراً كاذباً من مجهول بوجود قنبلة في مقرها، وهذا ثاني تحذير تتلقاه السفارة خلال اربعة أيام. وفتشت الشرطة السفارة لكنها لم تعثر على قنبلة. وأفاد تقرير نشرته صحيفة "ذا نيوز" الباكستانية امس نقلاً عن مصادر استخباراتية ان الصواريخ الاميركية "دمرت بالكامل" معسكراً اكدت أنه تابع لاسامة بن لادن. وعلى صعيد التحقيقات في تفجير السفارة الاميركية في نيروبي، السابع من الشهر الجاري، كشفت صحيفة كينية ان السلطات في كينيا تحتجز اضافة الى الفلسطيني محمد صادق عودة "اليمني خالد سالم واللبناني عبدالله نجا". وأفادت صحيفة "دايلي نيشن" امس أن ثلاثة من الشهود أكدوا ان خالد سالم كان الشخص الذي القى قنبلة يدوية في محيط السفارة قبل دقائق من الانفجار الضخم. ونشرت الصحيفة في صفحتها الأولى صورة اكدت انها لخالد سالم. ونقلت عن مصادر امنية، ان المحتجزين الثلاثة شوهدوا في محيط السفارة قبل اربعة ايام من الهجوم اثناء تصويرهم المنطقة، وكانت لديهم خرائط ومخططات تبين طريقة تنفيذ العملية والفرار. وامتنع مسؤولون في الحكومة اليمنية عن التعليق على تقرير الصحيفة، وقالت مصادر أمنية عما نشر عن اعتراف المعتقلين في نيروبي بعلاقتهم بإبن لادن: "هذا يخصهم ولا علاقة لليمن بهم، وليست لدينا اي معلومات عن المدعو خالد سالم". وأوضحت "ان السلطات الكينية التي اطلعت اليمن على الجواز اليمني المزور الذي استخدمه المتهم محمد صادق عودة، على اتصال بالسلطات اليمنية". ونفذت مجموعة من 26 من عناصر مكتب التحقيقات الفيديرالي الأميركي اف.بي.آي واربعة عناصر من دائرة التحقيق الجنائي الكينية الخميس الماضي عملية لاقتحام مكتب لمنظمة "الرحمة"، وهي منظمة اغاثة اسلامية، واعتقلت مدير المكتب المواطن الكيني شعبان علي. وقال محامي المنظمة عبدالقادر حسين قال ان السبب هو ان مديرها العام محمد عبدالله مواطن سوادني. وأعلن رئيس الوزراء الألباني ماتوس نانو في تصريحات نقلتها الصحافة ان بلاده تبذل جهوداً "بالتعاون الوثيق مع حلفائنا وعلى رأسهم الولاياتالمتحدة لاغلاق الباب في وجه الارهابيين". وكشف مصدر في الشرطة الألبانية في تيرانا امس ان عشرة اشخاص عرب اعتقلوا ليل الجمعة - السبت في عمليات دهم نفذتها الشرطة وعملاء جهاز الاستخبارات طاولت منازل يُعتقد انها تُستخدم "قواعد لارهابيين مشتبه فيهم". وقال المصدر لوكالة "اسوشيتدبرس" ان المعتقلين العشرة "ضبطوا خلال نومهم في غرفة واحدة عندما اقتحمت الشرطة شقتهم وعثرت فيها على دروع مضادة للرصاص وجوازات سفر مزورة وأجهزة اتصال وصواعق الكترونية" ومواد اخرى. لكن مصدراً آخر افاد في وقت لاحق ان العشرة المعتقلين ليسوا جميعاً عرباً. وأوردت وكالة "ايه.تي.ايه" امس ان عشرة مواطنين اجانب اعتقلوا، لكنها لم توضح جنسياتهم او تعط اي تفاصيل. وتأتي هذه الاعتقالات وسط انباء في البانيا عن مشاركة الشرطة وعملاء لجهاز الاستخبارات الاميركية "سي.آي.اي" في عمليات بحث واسعة عن اشخاص يشتبه في تورطهم في عمليات ارهابية في مصر. الى ذلك أ ف ب أفادت صحيفة "شيكوللي" المستقلة ان الشرطة الألبانية تحقق في نشاطات المصرف العربي الاسلامي في تيرانا، وتشتبه في ان بين زبائنه "ارهابيين". وطغت لهجة التهديد ضد الاميركيين امس على ردود فعل تنظيمات اسلامية. وأعلنت منظمة "جماعة الجهاد الاسلامي العالمية" ان المصالح الاميركية "صارت اهدافاً متوقعة لعناصرها"، فيما خرج تنظيم "الجماعة الاسلامية" عن صمته وتوعد الأميركيين بپ"العقاب رداً على جريمتهم". وأصدرت "الجماعة الاسلامية" بياناً امس اعتبر ان الهجوم الاميركي على افغانستان والسودان "يعكس عجز القوات الاميركية عن مواجهة المجاهدين في ميدان القتال". وتوعد البيان الاميركيين ب "العقاب". وتلقت "الحياة" في القاهرة أمس اتصالاً هاتفياً من ناطق باسم "جماعة الجهاد الاسلامي العالمية" التي تضم عناصر تنتمي الى دول عدة وغير معروف مقرها وهي غير "جماعة الجهاد" التي يقودها الدكتور ايمن الظواهري. وكان الاتصال عبر خط هاتفي دولي. وقال الناطق الذي كان يتحدث بلهجة غير مصرية انه سيتم تنفيذ عمليات جهادية من جانب عناصر الجماعة ضد المراكز والمصالح والسفارات الاميركية في انحاء العالم"، مشيراً الى ان "توجيهات صدرت الى المجاهدين بتنفيذ الفتاوى الشرعية وضرب الاهداف الاميركية". وفي اتصال مع "الحياة" أنكر مصدر خارج مصر قريباً الى "أمير حركة الانصار" الباكستانية الشيخ فضل الرحمن خليل، ان يكون بين ضحايا القصف الاميركي لأفغانستان اي من الناشطين الاسلاميين او اعضاء التنظيمات الاسلامية. وكشف ان عدد "الافغان العرب" الذين قتلوا بالقصف الاميركي بلغ عشرة اشخاص. لكنه نفى ان يكون اي منهم ممن يعملون تحت لواء الحركات الاسلامية. واوضح ان بينهم يمنيين ومصريين وانهم دفنوا في افغانستان