نيروبي، دار السلام، جنيف، واشنطن، باريس، القدسالمحتلة - أ ف ب، رويترز - توقفت أمس عمليات الانقاذ وازالة الركام الناتج عن تفجير السفارة الأميركية في نيروبي حيث ارتفع عدد القتلى الى 248، فيما واصل المحققون الأميركيون معاينة حطام السيارات قرب موقع الانفجار. وفي دار السلام تبين ان الصومالي المعتقل ضمن 14 شخصاً، للتحقيق معهم في التفجير، طبيب لا علاقة له بالحادث. وفيما ذكر خبير فرنسي ان شبكة اسلامية اكتشفت في كينيا قبل شهرين أو ثلاثة أشهر، ذكر تقرير ان اسرائيل نصحت واشنطن بتجاهل تحذير عن تفجير نيروبي. وانتهت فرق الانقاذ أمس من ازالة انقاض المبنى المجاور للسفارة الأميركية في نيروبي بعدما تأكدت من عدم وجود احياء بين الانقاض.وعثر على 24 جثة ليل الثلثاء - الاربعاء لترتفع حصيلة ضحايا تفجير نيروبي الى 248 قتيلاً. يضاف اليها عشرة قتلى في تفجير دار السلام ليصبح مجموع القتلى 258. وأفاد مراسل وكالة "فرانس برس" في المكان انه لم يبق من مبنى غيتواي المجاور للسفارة الذي يتألف من أربع طبقات سوى بعض جدران الطبقة الأولى وصندوق حديد لم يتأثر بالانفجار يحرسه جنود، فيما يقوم موظفون في بلدية نيروبي بازالة بقايا الزجاج والغبار في موقع المبنى. وفي ما يتعلق بالتحقيق في الاعتداءين، اعلن مكتب التحقيقات الفيديرالي اف. بي. اي انه سيرسل عناصر اضافيين الى افريقيا، ليرتفع الى 175 عدد الأشخاص الذين أوفدهم للمشاركة في التحقيقات. وقال المكتب في بيان ان "انقاذ الناجين واستعادة جثث الضحايا يحتلان الأولوية"، مؤكداً ان "عدداً من الفرق يجري مقابلات ويجمع مؤشرات ويدرس وثائق". وعاين عناصر ال "اف. بي. اي" أول من أمس الشظايا والقطع المعدنية بدقة في مكان الاعتداء لتحديد نوع المتفجرات التي استخدمت. وأبلغ الرئيس بيل كلينتون الكونغرس رسمياً أول من أمس بأنه نشر قوات اميركية في افريقيا رداً على الانفجارين. وقال انه أرسل مهمة قوة مشتركة بعد قليل من الانفجارين الجمعة الماضي لتنسيق المساعدات الطبية وطرق مواجهة الكارثة في البلدين. ويجيء هذا الابلاغ تمشياً مع قرار سلطات الحرب لعام 1973 الذي يُلزم الرئيس باعلام الكونغرس في غضون 48 ساعة بنشره قوات في حالات الطوارئ. وفي دار السلام، قال مسؤول الأمن الديبلوماسي الأميركي ان آلات تصوير الفيديو المثبتة على سطح مبنى السفارة الأميركية في تنزانيا لم تسجل تسلسل الأحداث السابقة على انفجار الجمعة الذي قتل فيه عشرة أشخاص. وأضاف المسؤول للصحافيين ان آلات التصوير لا تتصل بجهاز تسجيل فيديو، لكنها تتصل فقط بشاشة مراقبة يتابعها مشاة بحرية أميركيون داخل مبنى السفارة. وصرح مصدر في مفوضية الاممالمتحدة العليا للاجئين ان طبيباً يعمل مع المفوضية بين الاشخاص الاربعة عشر الذين اوقفوا في تنزانيا بعد الاعتداء الدامي على سفارة الولاياتالمتحدة في دار السلام، لكن لا علاقة له اطلاقا بما جرى. واوضح الناطق باسم المفوضية بول سترومبرغ ان الطبيب محمد حسن قاسم الصومالي الاصل الذي يحمل الجنسية الاسترالية اعتقل الأحد الماضي في دار السلام بعد يومين على الاعتداء على البعثة الاميركية الذي اوقع عشرة قتلى وسبعين جريحاً. وأوقف الطبيب على ما يبدو لأنه كان موجوداً في فندقه من دون اوراق ثبوتية. وقالت المفوضية ان الطبيب قاسم كان موجوداً في شكل موقت في العاصمة التنزانية منذ الاول من آب اغسطس ويفترض ان ينتقل الى مخيم اللاجئين في كيغوما غرب ليتولى مهمة المنسق الطبي. ولم توقف زوجته واولاده الخمسة الذين كانوا برفقته لكن الطبيب كان لا يزال قيد الاحتجاز مساء أول من امس. وتم التعرف الى هويته واتصل به مسؤولو المفوضية العليا للاجئين الذين اعربوا عن املهم في اطلاقه قريباً. وأعلنت الشرطة التنزانية أول من امس عن توقيف 14 شخصاً في اطار التحقيقات التي تجريها في حادث التفجير، ستة عراقيين وستة سودانيين وتركي وشخص صومالي الاصل هو الطبيب قاسم. من جهة أخرى، ذكرت صحيفة "هآرتس" أمس ان اسرائيل نصحت الولاياتالمتحدة بتجاهل تحذير تلقته من هجوم محتمل على السفارة الأميركية في نيروبي. ونقلت عن مسؤول أمني اسرائيلي ان واشنطن طلبت من اسرائيل تقويم مدى صدقية مصدر التحذير، وهو رجل لم يذكر اسمه. وأضافت ان اسرائيل أفادت انه بناء على تجربتها مع الرجل فإنه موضع شك. إلى ذلك، اكد خبير فرنسي في الارهاب الدولي ان شبكة اسلامية تنتمي الى "تيار بن لادن" كشفت قبل أشهر في منطقة مومباسا الكينية وقبض على افرادها. وقال البروفسور كزافييه روفير في مقابلة مع القناة الثانية في التلفزيون الفرنسي مساء أول من أمس: "قبل شهرين او ثلاثة اشهر اعتقل افراد شبكة تأتمر بأوامر اسامة بن لادن او تنتمي الى تياره في منطقة مومباسا في كينيا ومنذ ذلك الحين شعر الفرنسيون المهتمون بهذه القضايا بنوع من القلق معتقدين ان ثمة خطراً على جيبوتي". وأضاف: "كانت هناك موجة تهديد مبهم تكتنف المنطقة وتحول هذا التهديد الى حقيقة للأسف". واكد روفير ان منفذي اعتداء نيروبي استخدموا مادة سيمتيكس وهي "من المتفجرات البالغة القوة"، موضحاً ان بين الموقوفين "شخصاً او شخصين يقدمان انفسهما على انهما يعملان في منظمات اسلامية غير حكومية".