تواصلت ردود أفعال الإسلاميين الغاضبة تجاه الضربة الاميركية لأفغانستان والسودان. وأصدرت حركات إسلامية بيانات عدة تتوعد الأميركيين بالانتقام، فيما اعتبر إسلاميون مصريون داخل البلاد أن اميركا "اثبتت أن عدوها الأول الآن هو الإسلام". وفي اول رد فعل لتنظيم "الجماعة الاسلامية" على تطورات الأيام الماضية، تعهد التنظيم "بألا تمر جريمة الاميركيين من دون عقاب" ودعا الحركات الاسلامية عموماً والجهادية خصوصا "الى القيام بدورها في مواجهة الغطرسة الاميركية ومخاطبة الولاياتالمتحدة باللغة التي تفهمها". وكان التنظيم التزم الصمت منذ تفجير سفارتي الولاياتالمتحدة في نيروبي ودار السلام في السابع من آب اغسطس الجاري مما اثار تساؤلات في شأن موقفه من العمليتين. واصدرت "الجماعة الاسلامية" بياناً امس حصلت "الحياة" على نسخة منه، اعتبر ان الهجوم الاميركي على افغانستان والسودان "اكبر عملية علنية للارهاب الدولي تمارسه دولة امتلكت كل اسلحة القتل والدمار والارهاب". وووصف السلوك الاميركي بأنه "بربري جبان لم يأبه بأي قواعد وتخطى كل الحدود". ولفت الى ان القنابل التي ألقيت على السودان وافغانستان لتقتل المدنيين والنساء والاطفال وتحطم مصنعا للادوية "هي نفسها القنابل التي ألقيت على المدنيين العزل في ملجأ العامرية وقانا ومدرسة بحر البقر". ورأى ان الغارات الاميركية "جاءت لتغطي على عجز القوات الاميركية عن قدرتها على مواجهة المجاهدين في ميدان القتال فذهبت تلقي بالقنابل على المدنيين والاطفال". وشدد على ان المسلمين "مطالبون امام الصلف الاميركي برد العدوان وإنهاء سياسة الهيمنة والسيطرة الاميركية". وطالب الشعوب الاسلامية بالتعبير عن "غضبها ومحاصرة السفارات الاميركية في البلاد الاسلامية وارغام الحكام على اغلاقها وطرد البعثات التجسسية منها". وأضاف في لهجة تحذيرية: "ان بليون مسلم قادرون على ان يجعلوا من أجسادهم قنابل تعادل في قوتها التدميرية ما يمتلكه الاميركيون من اسلحة الفتك والدمار". ودعا البيان منظمة المؤتمر الاسلامي الى عقد اجتماع عاجل "واتخاذ القرارات المناسبة لحماية الشعوب المسلمة". وشدد على ان "تزامن العدوان الاميركي على السودان وافغانستان مع مرور 29 عاما على حريق المسجد الاقصى وهدم منازل شعبنا في فلسطينالمحتلة وتشريد الاسر شيوخاً واطفالاً ونساء واستمرار الهجوم على جنوبلبنان واحتلال الجولان وحصار العراق وليبيا دليل على التواصل اليهودي الاميركي لضرب إسلامنا ومقدساتنا". ودان محامي الجماعات الإسلامية في مصر السيد منتصر الزيات ما اعتبره "العدوان الاميركي الغاشم ضد الامة الاسلامية". واعتبر أن الاميركيين "دخلوا منعطفاً خطيرا في تعاطيهم مع القضايا الاسلامية"، واكد ضرورة "وحدة الشعوب والحركات الاسلامية وتضافرها من اجل مواجهة محاولات كل قوى الشر العالمية وعلى رأسها الولاياتالمتحدة". ورأى ان اميركا تسعى الى "تحطيم القوى الاسلامية سياسياً واقتصادياً وعسكرياً". ولفت الى ان افغانستان "كانت مقبرة للسوفيات وأن اميركا ستسقط على الارض نفسها". وأصدرت "رابطة المحامين الاسلاميين" التي تضم اعضاء هيئة الدفاع عن المتهمين في قضايا العنف الديني بياناً اعتبرت فيه انه "عار على الاسلاميين ان يسمحوا للرئيس الاميركي بأن يغطي على فضائحه على حساب أبنائهم". واصدرت جماعة "انصار الشريعة" من مقرها في لندن بياناًَ بتوقيع "ابو حمزة المصري"، بارك فيه بشدة "وعد الافغان بإهانة الاميركان ورد العدوان على رأس الثعبان". وطالبت الجماعة باستقالة كلينتون وادارته.