رفضت السلطات المغربية استقبال أعداد كبيرة من المهاجرين غير الشرعيين الذين كانوا يقيمون في ايطاليا، وأقرت الحكومة الايطالية ترحيلهم في ظروف غير انسانية عبر رحلات جوية رفض المغرب استقبالها. وقالت مصادر رسمية لپ"الحياة" ان التزام المغرب محاربة الهجرة غير المشروعة ضمن اتفاقات أبرمها مع اسبانيا وفرنسا وايطاليا، لا يسمح بالمس بحقوق المهاجرين، وان الموضوع يتعلق باتفاقات تطاول المهاجرين غير الشرعيين المتحدرين من أصول مغربية، ولكن وفق خطة تثبت انهم لا يملكون وثائق إقامة، وأنهم دخلوا الأراضي الايطالية بطرق غير مشروعة. وقدرت المصادر أعداد هؤلاء ببضع مئات وليس آلافاً كما تؤكد السلطات الايطالية. وكان وزير خارجية ايطاليا البرتو ديني زار المغرب الشهر الماضي، واجتمع مع رئيس الوزراء السيد عبدالرحمن اليوسفي، ووزير الخارجية عبداللطيف الفيلالي لدرس السبل الكفيلة بمحاربة الهجرة غير المشروعة. لكن السلطات الايطالية استغلت سوء فهم لتجميع اعداد من الرعايا المغاربة في مراكز للإيواء تمهيداً لترحيلهم، وتعتقد الأوساط المغربية ان هذه العمليات كادت تطاول آلافاً من الرعايا المغاربة، لكن الرباط أصرت على إبرام اتفاق واضح في هذا المجال يقضي أولاً بتحديد هوية المهاجرين غير الشرعيين المتحدرين من أصول مغربية، وضمان ترحيلهم في ظروف تصون كرامتهم، ولهذا الغرض توجه وفد مغربي الى ايطاليا الاسبوع الماضي لدرس الملف. الى ذلك، اجتمع وزير الداخلية المغربي ادريس البصري في الرباط أول من أمس مع نظيره الايطالي جورجيو نابوليتانو، وذكرت المصادر ان المحادثات ركزت على القضايا ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمها تنسيق المواقف إزاء محاربة الهجرة غير المشروعة، والتعاون الأمني في مجال مكافحة المخدرات والجريمة المنظمة. واتفق الجانبان على خطة عمل مرنة، وسجلا بارتياح عمق روابط الصداقة التي تجمع بين الرئيس الايطالي لويجي سكلفارو والعاهل المغربي الملك الحسن الثاني، واشادا بالتنسيق بين وزارتي الداخلية في البلدين. وركز الوزيران على السبل الكفيلة بتنظيم الهجرة بين البلدين والتحكم فيها تبعاً للاتفاق الموقع في 27 تموز يوليو الماضي بين وزارتي الشؤون الخارجية. ونوه وزير الداخلية الايطالي قبل مغادرته المغرب بپ"النتائج الجيدة" لمحادثاته مع البصري، لافتاً الى ان حكومته تعتبر التعاون مع الرباط في كل المجالات "أمراً اساسياً".