فككت السلطات المغربية مخيماً يؤوي مهاجرين غير شرعيين يتحدرون من أصول إفريقية في غابة كوروكو في ضواحي مدينة الناظور شمال شرقي البلاد. وقال شهود إن قوات الأمن دهمت خيم المهاجرين، ورحلت أعداداً كبيرة منهم إلى منطقة محاذية للحدود الشرقية بين المغرب والجزائر، في خطوة أولى لترحيلهم إلى بلدانهم بعد التأكد من هوياتهم. وأفادت «الجمعية المغربية لحقوق الإنسان»- فرع الناظور، بحصول عمليات تمشيط واسعة وتفكيك مخيمات وإتلاف ممتلكات مهاجرين غير شرعيين في غابة «كوروكو»، التي كان ينطلق منها المهاجرون لتنفيذ محاولات اقتحام جماعية لأسوار الأسلاك الشائكة التي تسيج المعابر المؤدية إلى مدينة مليلية الواقعة تحت سيطرة إسبانيا شمال البلاد. وتحدث بيان الجمعية عن مطاردة قوات الأمن فلول المهاجرين، و «إضرام النار» في خيامهم، فيما لم يتسن تأكيد ذلك من مصادر رسمية. وأضاف البيان أن العملية أسفرت عن «توقيف حوالى 1250 مهاجراً، خُصصت 25 حافلة لنقلهم من حيث جُمِعوا في ظروف لاإنسانية، استعداداً لترحيلهم إلى مكان غير معلوم». ووفق شهادات استقاها أعضاء الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في مدينة الناظور، فإن قوات الأمن أقدمت على إتلاف خيم المهاجرين وأمتعتهم الخاصة وإضرام النار بها». وأوضح البيان أنه من بين الموقوفين «33 مراهقاً و3 أطفال وامرأتان، من بينهم 11 مصابون بكسور وجروح متفاوتة الخطورة (جراء محاولة اجتياز السلك الحدودي)، اعتُقِلوا من داخل مستشفى مدينة الناظور بعد تلقيهم بعض العلاجات الأولية». وعن الوجهة التي اقتيد إليها هؤلاء المهاجرون، أوضح عضو «مجموعة مناهضة العنصرية والدفاع ومواكبة الأجانب والمهاجرين» هشام الراشدي، أن بعض هذه الحافلات «توجهت إلى مدينة الراشدية جنوب شرق المغرب قرب الحدود الجزائرية». وأضاف أن «حافلات أخرى توجهت إلى مدينة اليوسفية (وسط) فيما لم نحدد بعد أين اقتيد الباقون»، مذكراً بأنه «في عام 2005 اقتيد مئات المهاجرين إلى مطار مدينة الراشدية العسكري، لترحيلهم الى بلدانهم، ويبدو أن هذا السيناريو يتكرر». ويرتبط المغرب وبلدان أوروبية باتفاقات تطاول ترحيل المهاجرين غير الشرعيين، إلا أن الرباط رهنت ذلك بالحالات التي يتأكد أن مصدرها الأراضي المغربية. وتواجه السلطات صعوبات في تحديد هويات المهاجرين الذين يعمدون إلى إتلاف وثائقهم الثبوتية للحؤول دون ترحيلهم. وصرح الوزير المنتدب للشؤون الداخلية الشرقي الضريس، بأن عملية محاربة الهجرة غير الشرعية وتسوية أوضاع المهاجرين ذات «كلفة عالية»، والمغرب وحده يتحمل هذه الأعباء ولا يحظى بدعم أي جهة خارجية، داعياً إلى تعاون إقليمي ودولي للحد من ظاهرة الهجرة غير الشرعية. وكشف عن أن سلطات بلاده قبلت كل طلبات التسوية الصادرة عن أطفال ونساء مهاجرين. من جهة أخرى، أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (رويترز) أمس، أن حوالى 300 مهاجر غير شرعي لقوا حتفهم على الأرجح بعد محاولتهم عبور البحر من الشواطئ الليبية إلى إيطاليا وسط أجواء عاصفة. وأنقذ قارب قطر إيطالي 9 أشخاص كانوا على متن قاربين الإثنين الماضي، ويتحدرون على الأرجح من غرب أفريقيا، ونقلهم إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية صباح أمس. وقالت كارلوتا سامي الناطقة باسم مفوضية الأممالمتحدة العليا للاجئين في إيطاليا بعد وصول الناجين إلى الجزيرة: «إنهم 9، وهم في وضع جيد بعد 4 أيام في البحر، لكن الأمواج ابتلعت 203 آخرين». وقال الناجون إنهم الوحيدون الذين نجوا، فيما لا يزال أكثر من 200 مفقودين. وأشارت العناصر الأولى التي جمعتها المنظمة الدولية للهجرة، إلى انطلاق المهاجرين السبت الماضي، من شاطئ ليبي على متن زورقين مطاطيين يحمل كل منهما أكثر من 100 شخص، ما أدى الى غرقهما على الأرجح. وقالت الناطقة باسم المفوضية باربرا موليناريو نقلاً عن الناجين، إنه كان هناك قارب ثالث كبير مليء بالمهاجرين أبحر من ليبيا أيضاً يوم السبت وفُقد.