أشكر جميع الاخوة والاخوات الذين اتصلوا بي او ارسلوا الي الرسائل والفاكسات مبدين تعاطفهم مع قضية الفتاة العربية الفلسطينية سمر العلمي التي تقضي في السجن فترة عقوبة حكم صدر بحقها لمدة 20 عاماً بتهمة المشاركة او التخطيط لتفجير السفارة الاسرائيلية في لندن مع عربي آخر هو جواد البطمة. وأود ان أؤكد للجميع ان دافعي لإثارة هذه القضية في مقال بعنوان "دفاعاً عن سمر العلمي"، بعد اطلاق سراح الممرضتين البريطانيتين المتهمتين بقتل زميلتهما في السعودية، هو انساني بحت خصوصاً وان الصحف البريطانية قد دأبت اخيراً على نشر تحليلات ومقالات تطالب بإعادة المحاكمة وإنصاف سمر وجواد، كما تشكلت لجنة خاصة معظم اعضاءها من البريطانيين تحمل اسم "لجنة اصدقاء سمر". هذا الدافع الانساني ينطلق من عدة اعتبارات لا بد من تسجيلها وهي: 1 - احترام القضاء البريطاني والنظام والقوانين وعدم الاعتراض على حكم قضائي، ولكن المطالبة بالرحمة واستخدام الحق القانوني يفتح باب التحقيق من جديد في ضوء ما نشر في الصحف البريطانية من معلومات جديدة قد تفيد العدالة وتنصف اي مظلوم خصوصاً ما كشف بعد انفجار قضية العميل البريطاني السابق ديفيد شيلر من ان جهاز "م. أي. 5" تلقى تحذيراً واضحاً من وجود خطة لتفجير السفارة الاسرائيلية مع ملاحظة عن دور للموساد في التفجير لإحراج الحكومة البريطانية. 2 - ان اي عربي، وأي انسان منصف لا بد ان يقف ضد الارهاب بأي شكل من اشكاله مهما كان السبب خصوصاً اذا كان موجهاً ضد المدنيين، وخارج ساحة الصراع المعروفة ولذلك يطالب بالكشف عن الخفايا في ضوء ما نشر في بريطانيا عن المعلومات الجديدة التي قد تبرئ سمر والبطمة. 3 - ان العربي يحتاج الى مظلة او جهة يشعر من خلالها بالاطمئنان وبأنه ليس وحيداً بل ان هناك من يدافع عن حقوقه فإذا كان بريئاً فإنه سينصف وإن أدين فإنه سينال عقابه الرادع بعد ان تتاح له فرصة الدفاع عن نفسه بالوسائل القانونية. فكل شعوب العالم، ولا سيما في الغرب تجد من يدافع عنها عندما تقع في مشكلة ما الا العربي فإنه يبدو منبوذاً لا احد يريد تبني قضيته او الاعتراف به وبحقه في الدفاع عن نفسه. وكم من بريء أودع السجن لأنه لم يكن يملك القدرة على توكيل محام او انه لم يكن يفهم قوانين البلد الذي يقيم فيه او انه يعيش في زنزانته وحيداً لا يسأل عنه احد او يرسل له ولو بطاقة او وردة. أخيراً اختم مع رسالة تتضمن اقتراحاً عملياً يقول فيه الاخ القارئ فاروق سعد أبو جابر من عمان: "قرأت موضوعك "من الحياة" تحت عنوان "دفاعاً عن سمر العلمي" في 16 حزيران يونيو ووجدت انك تكتب لحكومات عربية "لا تقرأ ورق" او كما نقول نحن العرب في الاردن. أقترح عليك اذا تكرمت بقبول اقتراحي هذا بأن تتولى انت شخصياً الاتصال بعميد السلك الديبلوماسي العربي في لندن او اي سفير لديك معه صداقة شخصية بدعوة زملاءه من سفراء الدول العربية جميعها للاجتماع وتأليف لجنة تقوم بالنيابة عنهم وبإسم الجميع بمقابلة وزير الداخلية البريطاني و/أو رئيس القضاء الاعلى او من تعرف من هو المسؤول عن قضية المسجونين في بريطانيا وهما الفاضلة سمر العلمي والفاضل جواد البطمة ويشرحوا له قضيتهم التي لم أدر عنها قبلاً الا من مقالك ومحاولة فك اسرهم. ارى ان هذه الطريقة اجدى من تدخل الدول العربية التي طال سباتها". وعني لأمر السفراء العرب، وبدون "أي إحراج"!.
خلجة الحب والنسيان خطان متوازيان لا يلتقيان أبداً!