من بين الرسائل العزيزة على قلبي اخترت اليوم للنشر واحدة من المفكر والكاتب المبدع نصري سلهب الذي أشرت من قبله عن كتبه الرائعة، خصوصاً كتبه عن الإسلام" والثانية من المواطن العربي جواد البطمة نزيل أحد السجون البريطانية بعد الحكم عليه بالسجن 20 عاماً بتهمة المشاركة بتفجير السفارة الإسرائيلية في لندن. وكنت قد نشرت مقالين عن قضية سمر العلمي المسجونة أيضاً بنفس التهمة بعد المعلومات المنشورة في الصحف البريطانية التي تستدعي اعادة فتح التحقيق في القضية لكشف الحقائق وتحديد دور "الموساد". في الرسالة الأولى يقول الأستاذ سلهب: في "الحياة" قرأت بمتعة روحية، مقالك "الأهمية الدينية للأقصى"، فأكبرت فيه إيمانك الراسخ رسوخ "أولى القبلتين" في عمق القدس الشريف، بل في خيره وتراثه وتاريخه. وأكبرت أكثر فأكثر ما أوردت من أحاديث شريفة تروي الغليل لكونها صادرة عن الينبوع الذي لا ينضب. ولم تنسَ، في عدد الثامن من الشهر نفسه، المقدسات المسيحية "القدسية"، فجلت فيها وصلت، ككل مؤمن أصيل. فعسى أن يتحرر المسيحيون والمسلمون من عقدة تحكمت بهم فشلَّت منهم وفيهم كل عزيمة فاستسلموا وأَذعنوا لمن هو أقل منهم شأناً وشأواً، فإذا الحقُّ يزهق والباطل ينتصر!! أيُّ عربي، بل أيُّ مسلم، بل أيّ مسيحي، لا يتأثر ولا يشعر بشيء من الذلّ عندما يتأمل ما يجري في فلسطين؟ لقد خسرنا الأرض والكرامة في آن، بل خسرنا أنفسنا. "ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟"، فما تراها تكون حاله عندما يخسر العالم ونفسه؟! فالويل لنا ان انطفأت في ضمائرنا جذوة الإيمان! والعار علينا ان نحن تنكرنا لإنجيل وقرآن! فامضِ، يا أخي في "الحياة" واعظاً، ومكافحاً عن عقيدة، بل مجاهداً. أفليست الحياة عقيدة وجهاداً؟ بقي أن ألفت نظرك بروح المحبة الى خطأ مطبعي في نص الآية الأولى في سورة الإسراء "لنريه آياتنا" والصحيح "لنريه من آياتنا". و"أنه السميع البصير" والصحيح "انه هو السميع البصير". صدق الله العظيم. * * * أما الرسالة الثانية من الأخ العربي جواد البطمة فقد جاء فيها: تحية طيبة وبعد: أود أن أتقدم إليك بجزيل الشكر والامتنان لموقفك النبيل الذي عبّرت عنه في المقالين: "قضية سحر العلمي" و"دفاعاً عن سحر العلمي". كذلك أود أن أؤكد أنه لم يكن لي أو لسمر أي ضلع، من قريب أو بعيد، بحادث تفجير السفارة. إن هذه الحقيقة لا يمكن التستر عليها طويلاً، وما كشفه "ديفيد شيلر" مؤخراً ما هو إلا مؤشر بسيط الى حجم المؤامرة التي حيكت ضدنا، وما تزال. أدعو الله أن يستمر قلم الحق في التذكير بهذه المصيبة التي حلت بنا، خصوصاً في ضوء التقاعس العربي الرسمي وأنت سيد العارفين. مع خالص تقديري واحترامي "المواطن العربي الآخر" جواد البطمة. * * * وأشكر الأخوين وكل من يكتب إليّ على ثقتهم الغالية، داعياً المولى عز وجل أن يمدني بعونه ورضاه حتى استمر في حمل راية الدفاع عن الحق، وعن المقدسات والتمسك بشرف المهنة التي أنتمي إليها.
خلجة يا صاحبة البسمة الملائكية أشتاق اليك وأخاف عليك وأخشى على شفافيتك حتى من نسمة باردة وأتمنى لو أكون درعاً يحميك وصدراً يتلقى عنك سهام الأيام!