نشرت مجلة "برايفت آي" البريطانية المعروفة في عددها الاخير تقريرا مستفيضا عن قضية الفلسطينيين جواد البطمة وسمر العلمي اللذين حكم عليهما بالسجن عشرين سنة في نهاية 1996 لادانتهما بتهمة التآمر لتفجير السفارة الاسرائيلية في لندن صيف 1994. وشكل التقرير دفعة قوية للحملة التي اطلقها عدد من انصار الاثنين تحت عنوان: "جواد وسمر بريئان". ولم تحمل المقالة توقيعا لكن عرف ان كاتبها الصحافي اليساري بول فوت الذي اشتهر بالحملات القوية التي قادها ضد أحكام اعتبرها خاطئة وثبتت صحة مقولاته في كثير منها. والتقرير هو الأول من نوعه عن قضية البطمة والعلمي من صحافي بريطاني مرموق. وسجل فوت فيه الأسباب التي أقنعته ببراءة الفلسطينيين، ومن بينها معلومات كشفها في تشرين الثاني نوفمبر الماضي ديفيد شايلر، المخبر السابق في جهاز الاستخبارات البريطاني "أم. آي. 5"، وقال فيها ان الجهاز تلقى تحذيراً خطياً من مصدر موثوق به عن هجوم محتمل على السفارة الاسرائيلية، الا ان الجهاز لم ينبه الشرطة البريطانية او السفارة الى الخطر بل اكتفى بوضع التحذير في الملفات. واعتبر فوت ان التحذير حاسم الأهمية للقضية، لأنه يثير احتمال وجود بُعد استخباراتي لتفجير السفارة، وبالتالي الى تورط حكومة اجنبية او شبكة ارهاب دولية. وأعاد الصحافي البريطاني الى الأذهان التحذير الذي تسلمته السلطات قبل تفجير طائرة "بان. آم" فوق قرية لوكربي الاسكتلندية في 1988، ودفع عددا من المسافرين الى الغاء رحلتهم. ومنذ نشر معلومات شايلر تواصل المحامية غاريث بيرس، موكلة السجينين الفلسطينيين، السعي الى معلومات عن التحذير الى "ام. آي. 5".