دار السلام، نيروبي، لاغوس، واشنطن - أ ف ب، رويترز - نسب الى ناطق باسم "طالبان" امس الاستعداد لمناقشة مصير أسامة بن لادن، فيما بدا تناقضاً في مواقف الحركة التي كان مسؤولاً فيها اعلن اول من امس انها لن تسلّم بن لادن الى واشنطن مهما كانت الظروف، حتى لو قدّمت اثباتات على تورطه في الهجوم على السفارتين الاميركيتين في دار السلام ونيروبي. وفي دار السلام قال مدير مكتب التحقيقات الفيديرالي الاميركي "أف. بي. آي" لويس فريه امس ان المحققين لم يتوصلوا الى نتائج بعد في التحقيق الجاري مع اثنين من المشتبه لتورطهما في انفجار السفارة الاميركية في دار السلام قبل اسبوعين تقريباً. وقال فريه لصحافيين اثناء زيارة ليوم واحد لدار السلام: "التحقيقات تتقدم بصورة جيدة لكن نحتاج الى مزيد من الوقت. لم تصل الى نتائج بعد مع المشتبه بهما المعتقلين". واوضح ان مكتب التحقيقات ما يزال يجمع أدلة مادية ويبحث عن معلومات خارجية. وقالت الشرطة التنزانية السبت الماضي انها اطلقت بين 13 و14 اجنبياً كانت اعتقلتهم بعدما اشتبهت في تورطهم في الانفجار الذي اسفر عن مقتل عشرة اشخاص. ورفض مدير التحقيقات الجنائية التزاني راجبو ادادي ان يكشف جنسية المشتبه بهما لكنه قال انهما ليس من المشتبه بهم الاساسيين في الحادث، فيما قالت الشرطة ان هؤلاء اعتقلوا بسبب "شخصياتهم المريبة" وبسبب معلومات اجهزة الاستخبارات وفشلهم في تقديم اثبات هوية. وتفقد فريه مقر السفارة حيث وقعت عملية التفجير في السابع من الشهر الجاري واوقعت عشرة قتلى و72 جريحاً. وشكر الشرطة التنزانية على تعاونها مع العاملين في مكتب التحقيقات الامر الذي اتاح تحقيق "تقدم كبير في التحقيقات" وكرر تصميم بلاده على اعتقال الفاعلين ومحاكمتهم.واستجوبت تنزانيا حتى الآن نحو مئة شخص أبقت على اثنين منهم قيد الاعتقال للاشتباه بتورطهما في التفجير. ويبدو ان عملاء ال "أف. بي. آي" والشرطة الكينية حققوا تقدماً في التحقيقات في نيروبي اثر عملية دهم لأحد الفنادق حيث يعتقد ان العبوة صُنعت هناك. وأرشد المشتبه به الفلسطيني محمد صادق عودة، الذي اوقف في باكستان وارسل الى نيروبي على متن طائرة خاصة، المحققين الى الفندق استناداً الى تقارير في كل من واشنطنونيروبي. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" امس ان حركة "طالبان" اعلنت استعدادها للبحث في مصير بن لادن اذا برهنت واشنطن رسمياً تورطه في الاعتداءين على السفارتين الاميركيتين في نيروبي ودار السلام. وقال الناطق باسم "طالبان" وكيل أحمد متوكل في اتصال هاتفي مع الصحيفة "ان شرطنا لمناقشة مصير بن لادن هو ان تتابع الولاياتالمتحدة التحقيق لأن لا اثبات رسمياً يؤكد تورطه في الاعتداءين". واضاف متوكل الذي يعتبر الشخصية الثانية في المجلس الاعلى ل "طالبان" "اذا وصفتم أحداً ما بأنه ارهابي فيجب ان تقدموا دليلا على ذلك، وفي حال تقديم البراهين فسنبدأ المباحثات مع الاميركيين بكل تأكيد". وذكرت الصحيفة ان رد المسؤولين الاميركيين على تصريح متوكل اتسم بالحذر، واوضح المسؤولون الذين رفضوا كشف اسمائهم ان "مفاوضات ستجرى مع طالبان في حال التوصل الى تقديم الاثبات". وتتناقض تصريحات متوكل مع تأكيدات مسؤولين آخرين في "طالبان" رفضوا بشكل قاطع ما اعتبروه طلباً اميركياً لتسليم بن لادن. وكان وزير خارجية الحركة الملا حسن اخوند أبلغ مراسلين في كابول الاربعاء ان "طالبان" لن تتخلى عن بن لادن "حتى في حال ثبوت تورطه في الاعتداءين". على صعيد آخر، أعلن الرئيس الكيني دانييل اراب موي ان حكومته أمرت كل طالبي اللجوء السياسي بالحضور الى مكاتب أجهزة الهجرة، موضحاً انها ستعيد النظر بپ"كل الاجراءات الأمنية" على الحدود. وكان موي يتكلم خلال احتفال ديني في "بارك اوهورو" تأبينا لضحايا تفجير السفارة الاميركية. وجاء في بيان لوزير الداخلية شريف ناصر ان "الحكومة أمرت كل طالبي اللجوء السياسي في كينيا الذين لا يحملون أوراقاً ثبوتية الحضور الى مكاتب الهجرة". وأضاف ان الحكومة ستتخذ "اجراءات مناسبة في حال اعتبرت ذلك ضرورياً" ضد طالبي اللجوء الذين لن يحترموا هذا الأمر