يروبي، واشنطن، لاندستول المانيا - أ ف ب، رويترز، قنا - اعلن محققون اميركيون وكينيون للمرة الاولى امس، ان التحقيقات الجارية في تفجير السفارة الاميركية في نيروبي "تتقدم في شكل جيد" وان الشرطة الكينية أوقفت "نحو خمسة" مشبوهين قيد الاستجواب. ونفت واشنطن انباء توحي باتهام ايران بالتورط في تفجيري نيروبي ودار السلام، فيما رافقت وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت جثث عشرة اميركيين من ضحايا تفجير نيروبي من قاعدة اميركية في المانيا الى قاعدة اندروز قرب واشنطن حيث جرت مراسم تأبينية حضرها الرئيس بيل كلينتون. واعلنت شيلا هوران مسؤولة مكتب التحقيق الفيديرالي اف بي آي المكلفة متابعة التحقيقات في تفجير السفارة الاميركية في نيروبي ان التحقيق "يتقدم بشكل جيد" لكنه ما يزال في بدايته. وقالت ان خبراء "اف بي آي" تعرفوا الى "بعض اجزاء السيارة المفخخة"، مؤكدة ان الولاياتالمتحدة كانت وضعت تحت المراقبة مجموعات اسلامية في شرق افريقيا لكنها رفضت اعطاء مزيد من التفاصيل. وصرح المفوض المساعد في دائرة التحقيقات التابعة للشرطة القضائية الكينية بيتر مبوفي في المؤتمر الصحافي الذي عقده مع هوران امس ان الشرطة اوقفت "نحو خمسة" مشبوهين لاستجوابهم، رافضاً كشف جنسياتهم. واوضح ان احد المشبوهين اوقف قرب مبنى السفارة الاميركية مباشرة بعد التفجير بعدما لاحظ وجوده احد عناصر المارينز، فيما تم توقيف المشبوهين الآخرين لاحقاً. واكد مبوفي: "لم نقرر بعد هل سنوجه التهمة اليهم أم لا"، مضيفاً ان هؤلاء الاشخاص أوقفوا بسبب "نشاطاتهم المشبوهة". ولم تؤكد هوران اي تهديدات دقيقة محتملة للسفارة الاميركية في نيروبي قبل وقوع الاعتداء. كما انها لم تؤكد اي تهديد للسفارة الاميركية في اوغندا قبل اسبوعين. وذكرت ان بعض الادلة الثبوتية سترسل لتحليل البقايا الكيماوية في مختبرات "اف بي آي" في واشنطن. وان اطباء شرعيين "فحصوا الانقاض بدقة" بحثاً عن ادلة وان محققين آخرين يستجوبون الشهود الذين يتصلون بهم على خطوط هاتفية خاصة. وقالت ان "السكان يزودونا معلومات تساعدنا كثيراً في التحقيق". واضافت، ان مدير "اف بي آي" لويس فريه تحادث هاتفياً مع رئيس الشرطة الكينية دنكان واشيرا. واوضحت انها زارت مع السفيرة الاميركية لدى كينيا برودانس باشنيل الرئيس الكيني دانيل آراب موي اول من امس وابلغته احراز تقدم في التحقيق. واشارت هوران الى انه اثر الاعتداء جرى تعبئة اكثر من عشرين مجموعة من المحققين تضم كل واحدة منها عنصراً من "اف بي آي" ومحققاً كينياً. ويشارك عناصر اف بي آي في استجواب كل الموقوفين. واوضحت هوران ان المحققين يستجوبون شهوداً محتملين، بينهم اشخاص اصيبوا في الانفجار او كانوا قرب مبنى السفارة لدى وقوع الانفجار او مواطنون جاؤوا الى الشرطة الكينية للأدلاء بأقوالهم. وقالت ان "عدد تلك اللقاءات هائل. وان الانتهاء منها سيستغرق وقتاً". وتركز التحقيقات في الوقت نفسه على ادلة فنية في موقع الانفجار. واضافت: "نفرز بالفعل اكواماً هائلة من الانقاض. وحققنا قدراً من النجاح". وابلغت "رويترز" في وقت لاحق ان مكتب التحقيقات زاد من عدد اعضائه الموجودين في كينيا. وقالت "وصل عدد من الضباط والافراد المعاونين صباح اليوم امس. نحن لا نتحدث هنا عن اسبوع او اسبوعين. يمكن ان يستغرق الامر اكثر من ذلك بكثير … نستجوب عدداً كبيراً من شهود العيان … وجميعهم مثل عادة الشهود يقدمون روايات مختلفة … تقرير مختلف للوقف". ورفضت ان تعلّق تحديداً على ما اذا كانت هناك صلة بين تفجيري كينياوتنزانيا. وقالت: "ان تزامنهما يغري بالربط بينهما. نحن نعمل عن كثب مع فرقنا في دار السلام ونتبادل المعلومات … لست مستعدة في الوقت الراهن لاعطاء مزيد من التفاصيل في هذا الصدد". واكد مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الاميركية اول من امس ان سفيرة الولاياتالمتحدة لدى كينيا طلبت قبل ثمانية اشهر بدافع القلق من هجوم ارهابي محتمل بناء مبنى جديد للسفارة في نيروبي لكن نقص الاموال حال دون استجابة طلبها. وقال باتريك كنيدي مساعد وزيرة الخارجية للصحافيين: "في كانون الاول ديسمبر 1997 أعربت السفيرة برودنس باشنيل عن القلق من ان السفارة ربما تكون هدفاً سهلاً للهجوم وطلبت فريق تقويم أمني وأبدت رغبتها في نقل السفارة الى مبنى جديد". واضاف: "لكن مايبعث على الاسف، كنا نفتقر الى الاموال للاستجابة فوراً الى جميع الحاجات اللازمة لبناء سفارة … ومثلما هو الحال بالنسبة لأسرة محدودة الموارد نحتاج لترتيب اولوياتنا". على صعيد آخر، نفت الولاياتالمتحدة ادعاءات لجماعات ايرانية معارضة نشرتها صحف اميركية مفادها ان ايران سحبت سفيريها في كينياوتنزانيا قبل اسبوعين من التفجيرين الذين تعرضت لهما السفارتان الجمعة الماضي. وبثت اذاعة "صوت اميركا" امس عن مسؤول في الخارجية الاميركية ان مكالمة هاتفية جرت مع وزير خارجية تنزانيا كشفت ان سفير ايران في دار السلام كان صدفة في وزارة الخارجية التنزانية وقت المكالمة وانه بقي في البلاد طوال الوقت. وقال المسؤول الاميركي انه تم ابلاغ بلاده بأن السفير الايراني لدى كينيا سلّم مذكرة تندّد بالتفجيرين. وتعهدت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت اول من امس بأن تواصل الولاياتالمتحدة القيام بدور قيادي في الشؤون الدولية على رغم التفجيرين. وكانت اولبرايت تتحدث بعد وصولها الى قاعدة جوية اميركية في رامشتاين في المانيا حيث رافقت جثث عشرة اميركيين قتلوا في تفجير نيروبي في طريق عودتها الى الولاياتالمتحدة. وزارت اولبرايت موظفي السفارة الاميركية الذين جرحوا في التفجير ويعالجون في مستشفى عسكري اميركي في المانيا. وقالت للصحافيين عقب الزيارة: "ان اولئك الذين لا يروق لهم ما نناضل من اجله لن يخيفونا ولن يجعلونا نتراجع عن الساحة العالمية". وقضت اولبرايت نحو ساعة في مركز لاندستوهل ريجيو الطبي في جنوب غرب المانيا. وقالت انها نقلت الى المصابين تمنيات الرئيس بيل كلينتون لهم بالشفاء ومساندته لهم واشادت ايضاً بالعاملين في المستشفى. وغادرت اولبرايت امس على متن طائرة تقلّ جثث الاميركيين العشرة في طريقها الى قاعدة اندروز الجوية خارج واشنطن حيث يقام احتفال تأبيني يحضره كلينتون. وفي نيروبي قال الرئيس التنزاني بنجامين مكابا خلال لقاء في مطار جومو كينياتا مع نظيره الكيني دانييل اراب موي "يجب تعزيز مكافحة الارهاب الدولي لأنه يشكل تهديداً فعلياً". وتوقف مكابا لفترة وجيزة في المطار في طريقه الى دول اوروبا الشمالية. وقال موي: "ان الدول التي تؤوي ارهابيين يجب ان تعرف حدود الصبر البشري". وتساءل "لماذا تم استهداف بلدين فقيرين مثل كينياوتنزانيا يهتمان فقط بتحسين ظروف عيش شعبيهما المهددين بالفقر؟".