قال وزير التجارة والتموين المصري احمد جويلي ان بلاده تنتج حالياً 50 في المئة من حاجتها الى القمح وتستورد الباقي من الدول المنتجة نقداً وبالشروط التي تحددها. واضاف: "إن مصر كانت تنتج قبل عام 1982رغيف عيش من كل خمسة ارغفة وكان الباقي يأتي من دول المعونة الخارجية وبالشروط التي كانت تمليها، وكان حجم المخزون من القمح وقتها لا يكفي اسبوعا". واشار جويلي، لدى لقائه اساتذة جامعة القاهرة مساء اول من امس الى ان وضع مصر تغير كثيراً بعد سياسة الاصلاح الاقتصادي، إذ أصبح الاحتياط النقدي الاجنبي لدى البنك المركزي يكفي واردات مصر لمدة 18 شهراً وهو ما لم يحدث في التاريخ القريب. وقال: "على رغم ذلك يجب ألا نركن الى هذا الحد بل ينبغي التوسع في سياسة استصلاح الاراضي وتطوير انتاج القمح والذرة، مع وضع استراتيجية طويلة الامد لإحلال الذرة محل جزء من محصول الرز الذي يحتاج الى مياه وفيرة يمكن ان نوفرها لمشاريع استصلاح حديثة في توشكى وسيناء وزرع محاصيل اخرى". وأشار الى ان الوزارة تدرس حاليا، بالتعاون مع جهات حكومية عدة، برنامجاً لتطوير رغيف الخبز الذي يخلط بالذرة لأنه سيوفر في الاستهلاك ويساعد على تعويض حاجات الزيادة السكانية. وقال الوزير: "اننا استوردنا العام الماضي نصف مليون طن، والسنة الجارية 187 الف طن ذرة فقط" مؤكدا ان الهدف هو الوصول الى نسبة 75 في المئة من الاكتفاء الذاتي بالنسبة لرغيف الخبز. واضاف: "ان مصر لم تنتظر، مثل مثل بعض الدول العربية فترة السنوات العشر التي حُددت لإقامة منطقة تجارة حرة عربية تنتهي سنة 2008، بل عقدت اتفاقات ثنائية عدة للاسراع بخفض الجمارك، واتفقت مع المغرب وتونس والبحرين لإلغاء الجمارك بعد خمس أو سبع سنوات. وتجري حاليا مفاوضات مع لبنان والاردن وسورية والكويت والسعودية، وستكون هذه الاتفاقات في إطار منطقة التجارة الحرة العربية". وذكر أن حجم التجارة العربية البينية لا يرقى الى طموحات الدول المعنية وامكاناتها الكبيرة، إذ يبلغ عدد سكان الدول العربية 250 مليون نسمة تقريبا، وحجم التجارة العربية 300 بليون دولار منها 50 في المئة للصادرات. وقال: "إن مصر دخلت أيضا منظمة الكوميسا التي تضم دول الجنوب الشرقي الافريقي ومنها أوغندا والسودان وموزمبيق وكينيا وتنزانيا والكونغو وبعض الدول الاخرى" مشيراً الى أن هذا التجمع سيخفض الجمارك بين دوله في نهاية سنة 98 الى 90 في المئة، وسنة 99 الى 80 في المئة، وفي السنة 2000 ستصل الجمارك الى الصفر، وسنة 2004 سيتم تشكيل اتحاد جمركي واحد لنحو 300 مليون نسمة، وستكون سوقا مفتوحا أمام الصادرات المصرية". وأكد الجويلي ان مصر تسعى الى الشراكة مع اوروبا، مشيرا الى انها لن توقع اتفاق الشراكة حتى تصل الى نقطة التوازن في المصالح مع اوروبا وتفتح اوروبا اسواقها امام الصادرات الزراعية في مقابل فتح السوق المصرية امام الصادرات الصناعية والاوروبية، اضافة الى عدم التهديد بسياسة الإغراق التي تضر العلاقات الاقتصادية بين مصر واوروبا. وأعرب عن أمله في أن تصوت الدول الاوروبية لصالح مصر.