باشر رئيس الجمهورية اللبنانية إميل لحود أمس في قصر بعبدا الإستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئىس الحكومة الذي سيكلّفه تشكيل حكومة العهد الأولى. وتميّزت الجولة الأولى من الإستشارات التي أجريت على مرحلتين أمس، على أن تستكمل في الأولى والنصف بعد ظهر اليوم، بعدم تصريح الكتل النيابية والنواب، على أثر مقابلة لحود، عن مواقفهم. ومن لم يصدر منهم بياناً لاحقاً، إتصلت بهم "الحياة" للوقوف على آرائهم. وبرزت في الحصيلة الأولى أرجحية لعودة رئيس الحكومة، المكلّفة تصريف الأعمال، رفيق الحريري على رأس الحكومة المقبلة. وكان لحود بدأ الإستشارات برئيس المجلس النيابي نبيه بري ثم بالحريري، على مدى نصف ساعة لكل منهما، ليتوالى لاحقاً رؤساء المجالس النيابية والحكومات السابقون والكتل والنواب، على النحو الآتي: - الرئىس حسين الحسيني أيّد ما ورد في خطاب القسم. ودعا إلى تشكيل حكومة على مستوى الإرادة الوطنية العامة التي ظهرت مع انتخاب لحود رئيساً وتحققت مع تسلّمه السلطة، تتجاوب مع هموم الناس وتطلعاتهم. ورشّح إلى رئاسة الحكومة الرئىس الحص. وقال "أننا خرجنا من مرحلة تقطيع الوقت الضائع ودخلنا مرحلة العمل الجدّي". - الرئيس سليم الحص قال ل"الحياة" أنه امتنع عن تسمية أحد، وركّز مع لحود على "مهام المرحلة المقبلة وضرورة مواجهتها ببرنامج عمل". - الرئىس عمر كرامي سمّى، وترك الإسم للرئىس، وعلم أنه أيّد الحص. - إيلي الفرزلي إعتبر الإسم ملكاً لرئىس الجمهورية، مشيراً إلى أنه سبق وسمّى الحريري. - كتلة "التحرير والتنمية" برئاسة بري: نقلت عن لحود تأكيده ضرورة العمل مع الجميع لتنفيذ ما ورد في خطابه. وشدّد على "أن موضوع الجنوب قضية جميع اللبنانيين"، مؤكداً "تلازم المسارين اللبناني والسوري". وعن قانون الإنتخابات النيابية لفت إلى أن "وضعه يحتاج إلى درس عميق ليأتي ملبّياً لرغبة جميع اللبنانيين". وقال مصدر فيها ل"الحياة" أن "توجهنا معروف وهو تسمية الرئىس الحريري، لكننا تركنا أمر ذلك للرئىس بري، مما يعني أن الإسم متروك ليسمّيه في اللقاء المرتقب بينهما في أعقاب إنتهاء المشاورات". - النائب محمد عبدالحميد بيضون عضو الكتلة: أعطينا مواصفات لرئىس حكومة وزنه أقل من 60 كيلوغراماً، رياضي ويسبح يومياً ساعتين، فضلاً عن توافر نية واضحة لديه للتوجه إلى الجنوب كلما تعرّض للقصف. - النائب أحمد سويد مقرر الكتلة: شرحنا للرئىس مطالب الجنوب وأهله وشدّدنا على ضرورة دعم صمود أهاليه. - كتلة قرار بيروت برئاسة الحريري: سمّته. - كتلة نواب المتن برئاسة الوزير ميشال المر: قال أحد أعضائها ل"الحياة" أن البحث مع لحود دار على تسمية رئيس الحكومة، وتركت له إعلانه. وأكد نائب حليف للكتلة أنه يرجّح أن تكون سمّت الحريري "وهذا ما كنت أعرفه قبل الإستشارات". - كتلة نواب الأرمن: قال سيبوه هوفنانيان أنها سمّت الحريري، وشددت على ضرورة تحقيق ما ورد في خطاب القسم الذي يُعتبر بمثابة خطة عمل للحكومة، خصوصاً أننا نعتبر أن بيدنا الآن آخر خرطوشة لإنقاذ البلد. - كتلة نواب الحزب السوري القومي الإجتماعي: قالت مصادرها أنها أودعت موقفها رئىس الجمهورية. وعلمت "الحياة" أن إتصالاً تم مساء بين الحريري والوزير أسعد حردان فهم منه أن الحزب رشّحه، في وقت كرر مصدر حزبي قوله أن القرار أودعناه رئىس الجمهورية. - كتلة الوعد برئاسة الوزير إيلي حبيقة: رفضت الكشف عن إسم من سمّت، ولكن علم أنها أبلغت الحريري أنها سمّته. - كتلة جبهة النضال الوطني برئاسة الوزير وليد جنبلاط: سمّت الحريري وطرحت مذكرة ستعود إلى طرحها على الحريري بعد تكليفه وأثناء إجراء المشاورات النيابية تمهيداً لنشرها. ونقل نائب في الجبهة عن جنبلاط قوله للحود "أن كل الشباب أعضاء الكتلة فيهم الخير والبركة ونأمل ألا يحصر تمثيلنا بالدروز، بل أيضاً بوزير مسيحي". ومن النواب الذين سمّوا الحريري: محمد يوسف بيضون ومحسن دلول وايلي سكاف وجهاد الصمد وباسم السبع - وأبلغ كل من عمر مسقاوي وطلال المرعبي ومحمود عواد "الحياة" انهم سمّوا الحريري - ومحمد علي الميس وشوقي فاخوري واسماعيل سكرية الذي اشترط "قاعدة التعاون مع العماد لحود من اجل تحقيق التغيير" وروبير غانم الذي تمنّى "ان يتمكّن مع الحريري تشكيل حكومة تعمل لمصلحة البلد"، ووجيه البعريني الذي قال "للحياة" انه سمّى الحريري علماً انه صرّح ان الاسم طي الكتمان. ومن الذين سمّوا واعتبروا رأيهم ملكاً لرئيس الجمهورية النواب: خليل الهراوي وطلال ارسلان وفيصل الداوود وزاهر الخطيب وفارس بويز وجان عبيد. ومن الذين لم يسمّوا احداً وتركوا الخيار للرئيس النواب: اللواء سامي الخطيب ونقولا فتوش، وسمّى النائب نجاح واكيم النائب السابق حسن الرفاعي أو الرئيس سليم الحص. الى ذلك بعث الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد امس ببرقية تهنئة الى لحود. وعبّر عن أمله "ان تثمر جهوده الوطنية والقومية في تحقيق الخير والازدهار للشعب اللبناني وتعزيز التضامن العربي - القومي". ويُنتظر ان يزور عبدالمجيد بيروت الاثنين المقبل للقاء لحود وعدد من المسؤولين اللبنانيين. وتحدثت وسائل الاعلام السورية، لليوم الثاني، عن "الخصوصية التي تتميّز بها العلاقات اللبنانية - السورية ومتانتها". وقالت صحيفة البعث "ان هذه العلاقات تشكّل نموذجاً يُحتذى بما يجب ان تكون عليه العلاقات العربية - العربية من تعاون وأخوة وتنسيق كامل". وأكدت ان "مسيرة الاخوة بين سورية ولبنان ستتواصل بزخم وقوة لتحقق كل الاهداف المعلقة عليها وفي مقدمها تحرير الارض وبناء الدولة المنشودة". ولفت الى "الثوابت الوطنية والقومية لسياسة لحود، الداخلية والخارجية وفي مقدمها وحدة المسارين اللبناني والسوري باعتبارها الشرط الوحيد لاقامة السلام العادل والشامل المرتكز الى مبدأ تحرير الاراضي العربية المحتلة كاملة". واعتبر النائب بطرس حرب ان "مراهنته على التغيير مع مجيء الرئيس لحود "تبدو في محلها". ورأى في منهجه "ما يسمح بالقول ان لبنان مقبل على حركة تغيير كبيرة". ووصفت الرابطة المارونية خطاب لحود ب"التاريخي المتميز الذي رسم المعالم الاساسية للحكم الجديد"، متمنيةً ان "يبذل العهد الجهد الذي تقتضيه مسألة الوحدة الوطنية والوفاق الوطني". وأكدت "الحرص على التعاون مع الرئيس الجديد في وضع ما أعلنه في خطابه موضع التنفيذ"، مشددة على "وجوب صون الحريات العامة"