شارك عشرات من الإسلاميين المصريين والعرب أمس في تظاهرة أمام مقر السفارة الألبانية في بريطانيا دعا إليها "المرصد الإعلامي الإسلامي" الذي يديره ياسر توفيق السري المحكوم غيابياً بالإعدام من محكمة عسكرية مصرية في قضية محاولة اغتيال رئيس الوزراء السابق الدكتور عاطف صدقي احتجاجاً على قيام البانيا بالقبض على إسلاميين مصريين بمساعدة عناصر تابعة للاستخبارات الاميركية وتسليمهم إلى مصر. وسلم المتظاهرون رسالة إلى مسؤولي السفارة موجهة الى الرئيس الألباني وحكومته حصلت "الحياة" على صورة منها جاء فيها: "ايها الرئيس، نحيطكم علماً بأن اعتصامنا اليوم للتنديد والاحتجاج على ارتكابكم جريمة لا إنسانية ومخالفة صريحة للقوانين والاعراف الدولية ... بقيامكم بتسليم مجموعة من الشباب المقيم في أراضيكم إلى النظام المصري أحدهم صادر ضده حكم بالإعدام من محكمة عسكرية ... بعد اعتقالهم في تيرانا". وتضمنت الرسالة معلومات عن هؤلاء وهم: احمد ابراهيم النجار 35 سنة، متزوج ولديه اربعة ابناء ومحكوم عليه بالإعدام. وماجد مصطفى 36 سنة متزوج ولديه ثلاثة ابناء. ومحمد هدى 39 سنة ومحمد حسن محمود 32 سنة. واضافت الرسالة: "إنكم بقيامكم بالتواطؤ مع جهات أجنبية وتسليم مقيمين بصورة شرعية على أراضيكم يعملون في مجال الإغاثة الإنسانية، وثبت من التحقيق معهم عدم مخالفتهم للقوانين الألبانية وعدم توافر أي أدلة لإدانتهم في بلدكم واعتمادكم على معلومات تلقاها الأمن الألباني من الاستخبارات الاميركية تكونون قد ارتكبتم جريمة في حق الانسانية. ونود التنبيه الى أن هذه المماسارت المشبوهة المنافية لأبسط قواعد حقوق الانسان والتي تتنافى أيضاً مع تعاليم ديننا الحنيف لا تؤدي إلا الى الهزائم وسخط الله والمسلمين". واختتمت الرسالة: "إننا ندين ونستنكر هذا التصرف المشين ... ونطالبكم بكشف الحقائق الكاملة عن ملابسات عملية التسليم، كما نهيب بكم عدم تكرار مثل هذه الممارسات والتورط في ارتكاب مثل هذه الجرائم". والمعروف أن "جماعة الجهاد" التي يقودها الدكتور ايمن الظواهري كانت أصدرت قبل ثلاثة أيام من وقوع حادثتي نيروبي ودار السلام بياناً تعهدت فيه الانتقام من الولاياتالمتحدة رداً على تسليم الاربعة الى السلطات المصرية وهو ما رجح ضلوع التنظيم في التفجيرين. وكانت حركة "المهاجرون" التي تتخذ من لندن مقراً لها ويقودها الشيخ عمر بكري اقامت صلاة الغائب على "روح الشهداء المسلمين" الذين قتلوا في انفجاري نيروبي ودار السلام. وأكد بكري في اتصال هاتفي أجرته معه "الحياة" أن اقامة الصلاة لا تتعارض مع تأييد حركته العمليتين والهجوم على القوات الاميركية والاسرائيلية في كل مكان، لكنه نفى أنه كان على علم مسبق بموعد التفجيرين أو شارك في التخطيط لهما، ونفى انباء صحافية تحدثت عن اجتماع حضره بكري مع بن لادن وآخرين في مدينة بيشاورالباكستانية أخيراً، تم فيه الاتفاق على تنفيذ العمليتين. وأوضح أن "الجبهة الاسلامية العالمية" التي أسست في لندن العام 1990 لا علاقة لها ب "الجبهة الاسلامية العالمية لقتال اليهود والصليبيين" التي أعلن عن تأسيسها في شباط فبراير الماضي، والتي تضم أسامة بن لادن وزعيم جماعة "الجهاد" الدكتور ايمن الظواهري، وجماعتين من باكستان وأخرى من بنغلاديش والتي يعتقد أنها وراء الانفجارين. وتحدث بكري عن حملة ضده تهدف الى طرده من بريطانيا التي وصل اليها للمرة الأولى العام 1985. وقال إن نواباً في البرلمان يبذلون جهوداً لاستصدار قرار بإبعاده عن البلاد، إلا أن محاميه طمأنه بأن لا خطورة على وضعه في بريطانيا.