هيمن الموقف حيال تفجيري نيروبي ودار السلام اللذين تعرضت لهما السفارتان الأميركيتان على لقاء العاهل المغربي الملك الحسن الثاني مع وفد من الكونغرس الأميركي يزور المغرب، ويرأسه النائب هارولد روجرز رئيس لجنة تقديم الدعم في الكونغرس. وكان العاهل المغربي دان بشدة التفجيرين اللذين استهدفا السفارتين الأميركيتين، وبعث ببرقية تعزية الى الرئيس الأميركي بيل كلينتون عبر فيها عن ادانته الشديدة ل "العمل الوحشي الذي أسفر عن ضحايا ابرياء عدة"، وتمنى عليه ابلاغ أسر الضحايا مشاعر التضامن والتعاطف. وذكرت المصادر ان المحادثات التي جرت في القصر الملكي في الصخيرات، مساء أول من أمس، عرضت تطورات الوضع في الشرق الأوسط والجهود التي تبذل لمعاودة انقاذ مفاوضات السلام، كذلك الوضع الاقليمي في منطقة الشمال الافريقي، خصوصاً تطورات نزاع الصحراء الغربية والوضع الراهن الذي تجتازه العلاقات المغربية - الجزائرية. وكان وفد الكونغرس الأميركي اجتمع في وقت سابق مع وزير الداخلية المغربي ادريس البصري، وعرض الطرفان الأهمية التي يوليها البلدان للارتقاء بمستوى العلاقات القائمة، وكذلك الى مختلف اوجه التعاون بين البلدين، في غضون طرح الادارة الأميركية مبادرة جديدة للشراكة بين الولاياتالمتحدة وبلدان الشمال الافريقي، لكنها تخص المغرب وتونس والجزائر وتقصي الجماهيرية الليبية بسبب استمرار الخلاف حول أزمة لوكربي. ومن المقرر في غضون ذلك ان يقوم رئيس الوزراء المغربي السيد عبدالرحمن اليوسفي بزيارة الى الولاياتالمتحدة، للمشاركة في أعمال الدورة المقبلة للأمم المتحدة، لكن زيارته ستشمل اجراء محادثات مع المسؤولين في البيت الأبيض حول القضايا ذات الاهتمام المشترك. وتأتي زيارة الوفد وسط تحول في موقف الكونغرس ازاء التعاطي مع المغرب، وخصوصاً بعد رسالة وقعها 92 عضواً في الكونغرس يمثلون الحزبين الديموقراطي والجمهوري تمنوا فيها على الرئيس الأميركي بيل كلينتون مزيداً من الانفتاح على المغرب، ودعم جهوده في تكريس الأمن والسلم والاستقرار في الشرق الأوسط وشمال افريقيا.