رجحت مصادر ديبلوماسية أن تُجري وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون محادثات سياسية مع كبار المسؤولين المغاربة خلال زيارتها المرتقبة للمشاركة في اجتماعات «منتدى المستقبل» في الثاني من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وتوقعت أن تعرض المحادثات لتطورات قضية الصحراء في أفق استئناف المفاوضات المباشرة بين الأطراف المعنية، وكذلك الوضع الإقليمي في منطقة الشمال الأفريقي والفرص المتاحة لتطبيع العلاقات بين المغرب والجزائر، إضافة إلى التحديات الأمنية في بلدان الساحل جنوب الصحراء. ولم تستبعد المصادر ذاتها أن تعاود الوزيرة كلينتون طلبها إلى المغرب الانخراط في عملية السلام في الشرق الأوسط وتقريب وجهات النظر بين إسرائيل والدول العربية، كونها قامت بمبادرات من هذا النوع في السابق. وعلّق مسؤول مغربي بارز على الطلب الأميركي بأن بلاده ملتزمة قرارات الإجماع العربي ومبادرة السلام العربية، وأنها على استعداد كامل لمواصلة جهودها في هذا الصدد، بخاصة أن العاهل المغربي الملك محمد السادس يرأس لجنة القدس المنبثقة عن منظمة المؤتمر الإسلامي. وستكون زيارة كلينتون إلى المغرب الأولى من نوعها منذ تولي الرئيس باراك أوباما مقاليد الحكم. وسبق لديبلوماسيين أميركيين أن أكدوا أن أي تغيير لم يحدث في الموقف الأميركي من نزاع الصحراء، فيما كانت إدارة الرئيس السابق جورج بوش تدعم اقتراح الحكم الذاتي وشجعت المغرب والجزائر على الدخول في حوار لمعاودة تطبيع علاقاتهما. غير أن توقيت زيارة وزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس إلى شمال أفريقيا جاء في ختام ولاية الإدارة الأميركية السابقة، ما حال دون إحراز أي تقدم في مساعي واشنطن للتقريب بين المغاربة والجزائريين. إلى ذلك، ذكرت المصادر أن كلينتون سترأس وفد بلادها إلى «منتدى المستقبل» الذي تستضيفه مراكش مطلع الشهر المقبل في حضور مندوبين عن مجموعة الدول الثماني ودول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للبحث في قضايا الشراكة والأمن والتحديات الاستراتيجية. ويعتبر المنتدى الذي تأسس عام 2004 فضاء للحوار وتبادل الرأي بين المسؤولين صانعي القرار والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص. على صعيد آخر، أكد رئيس الوزراء المغربي عباس الفاسي أن اقتراح بلاده منح حكم ذاتي لإقليم الصحراء «شكّل أرضية واقعية» للمفاوضات الرامية لإيجاد حل نهائي للتوتر القائم، وأوضح لدى رئاسته أعمال اللجنة المشتركة المغربية - الليبية أن التزام بلاده تفعيل الاتحاد المغاربي حتّم القيام بمبادرة من هذا النوع، مشيراً إلى أهمية الحوار المغاربي - الأوروبي، وكذلك ضمن منظومة «5 + 5» التي تضم دولاً من الضفتين الشمالية والجنوبية للبحر المتوسط. من جهته أكد أمين اللجنة الشعبية الليبية (رئيس الوزراء) البغدادي علي المحمودي تطابق وجهات نظر البلدين إزاء القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، واعتبر المضي قدماً في بناء الاتحاد المغاربي خياراً استراتيجياً و «مكسباً حضارياً لكافة شعوب المنطقة».