توجه وزير العدل الليبي محمد أبو قاسم الزوي امس الى موريتانيا في نهاية جولة قادته الى كل من تونس والمغرب. وقالت مصادر مطلعة في الرباط امس لپ"الحياة" ان محطة نواكشوط "بالغة الاهمية" ضمن الجهود المبذولة لانعاش مؤسسات اتحاد المغرب العربي المجمدة. وكشفت المصادر عن مبادرة ليبية "سيعلن عنها بعد نهاية المشاورات" تتضمن دوراً جديداً لطرابلس في "رأب الصدع في عملية المغرب العربي". وزادت ان المبادرة تركز خصوصاً على المحور المغربي - الجزائري باعتباره العمود الفقري للاتحاد. واعتبرت ان الجمود الذي يكتنف مؤسسات الاتحاد طال كثيراً "واصبح يضر ببلدان المنطقة" ويستدعي خطوات مستمرة لإنهاء الخلافات الموجودة التي تعيق استعادته لدوره. وتعرف العلاقات بين المغرب والجزائر نوعاً من الفتور بسبب قضية الصحراء الغربية، واغلاق الحدود بين البلدين التي لم تنجح المساعي في حلها. وتعتبر المصادر ان النهوض بالاتحاد الذي ينص أحد بنود تشكيله على حرية التنقل بين بلدانه مسألة بعيدة المنال في غياب "حوار حقيقي وصريح بين المغرب والجزائر يُبعد كل الحساسيات والخلافات". واكدت المصادر أهمية الدور الذي يمكن ان تلعبه الاحزاب المغاربية في "توحيد مسارات بلدان المغرب العربي على المستويات كافة". وزادت ان اجتماع الاحزاب المغاربية الذي استضافته طرابلس قبل اسبوعين اسفر عن "نتائج طيبة"، ويمكن ان تكون له نتائج "أحسن" اذا تعمقت المشاورات بين البلدان المعنية وافضت الى قيام حوار بينها. وتأتي المساعي الليبية "لرأب صدع المغرب العربي" في وقت يبحث فيه مساعد وزيرة الخارجية الاميركية للشؤون الاقتصادية والتجارية ستيوارت ايزنستات في المغرب مشروعاً اميركياً لإقامة سوق مغاربية - اميركية تستثنى منها ليبيا. وقال المسؤول الاميركي في تصريح أمس ان دخول ليبيا المشروع الاميركي مستبعد في ظل العقوبات المفروضة عليها بسبب قضية "لوكربي". ولكنه أضاف ان "لا شيء يمنع انضمامها لهذه الشراكة شرط التزامها القرارات الدولية". وأشار الى ان الولاياتالمتحدة تعمل على الاسراع بخطة "اندماج مغاربي شامل"، وضعت بالأساس مع دول "تلتزم قرارات الشرعية الدولية". وكان المسؤول الاميركي أجرى محادثات أول من أمس في الرباط مع العاهل المغربي الملك الحسن الثاني تناولت سبل تنشيط العلاقات بين المغرب والولاياتالمتحدة. وعلم انه على رغم الطابع الاقتصادي للزيارة، بحث ايزنستات مع الحسن الثاني في تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط والجهود المبذولة لاستئناف المفاوضات واحياء عملية السلام. وعرض المسؤول الاميركي خلال اللقاء اقتراحاً اميركياً للنهوض باقتصاد الأراضي الفلسطينية. وبحث المسؤول الاميركي كذلك مع رئيس الوزراء المغربي عبدالرحمن اليوسفي سبل "إعادة تنشيط آليات متابعة الاتفاقات بين المغرب والولاياتالمتحدة"