يبدأ مارتن انديك مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط زيارة الى المغرب في السابع عشر من الشهر الجاري، ضمن جولة تشمل الجزائر وتونس. ونقلت مصادر أميركية عن المسؤول الأميركي الذي كان أرجأ زيارته الى الرباط بسبب انشغال البلاد في تشكيل حكومة جديدة قوله انه يعتزم اجراء محادثات عميقة حول قضايا حاسمة تطاول الأوضاع في منطقة شمال افريقيا والشرق الأوسط، وبخاصة الموقف من العراق وايران وقضية السلام. وأضاف المسؤول الأميركي: "سنبحث أيضاً في القضايا الثنائية لأن الجزائر وتونس والمغرب بلدان ترتبط بعلاقات مهمة مع الولاياتالمتحدة". ورأى ان حكومته "تريد بحث وسائل الحفاظ على هذه العلاقات" اضافة الى "بحث وسائل مساعدة الحكومة الجزائرية في مواجهة المشاكل التي تعترضها، من جراء أعمال العنف وتشجيعها على المضي قدماً في تنفيذ برنامجها في مجال الاصلاح الاقتصادي والحوار السياسي". وقال: "نتوقع ان نجري في الجزائر محادثات مهمة حول الوضع، وأرغب في ان استمع الى وجهات نظرهم، كما يسعدني جداً ان أعرض وجهات نظر واشنطن". وقال مارتن انديك انه لن يستغرب في حال اثار محاوريه قضية ليبيا، وأضاف ان حكومته "لا تبقي على العقوبات المفروضة على ليبيا لمجرد الابقاء عليها"، معرباً عن اعتقاده بأنه "يساء فهم ذلك في العالم العربي". واعتبر المسؤول الأميركي ان قرارات الأممالمتحدة تشير بوضوح الى الوسيلة التي يمكن بواسطتها رفع العقوبات، وأبرز في هذا الصدد وجهة نظر واشنطن القائلة ان "على الرئيس القذافي ان يسلم المشتبه فيهما ولكنه يصر على عدم القيام بذلك مما يؤدي الى الطريق المسدود". وكان الأمين العام لاتحاد المغرب العربي محمد عمامو أبدى ارتياحاً كبيراً ازاء موقف محكمة العدل الدولية من الخلاف القائم بين ليبيا والدول الغربية بسبب أزمة لوكربي، وسعت العواصم المغاربية عبر محاولات عدة الى ايجاد مخرج للخلافات يجنبها الانعكاسات السلبية لاستمرار الحصار المفروض على الجماهيرية الليبية، مما يعني توقع ان يطرح المسؤولون في الجزائر وتونس والمغاربة تصورات جديدة على الجانب الأميركي للتعاطي وأزمة لوكربي استناداً الى التطورات السياسية الجديدة. الى ذلك، رأت مصادر ديبلوماسية في الرباط ان زيارة المسؤول الأميركي الأولى من نوعها الى منطقة الشمال الافريقي، ترمي الى تعزيز الدور الأميركي في مواجهة النفوذ التقليدي للبلدان الأوروبية في المنطقة، اضافة الى محاولات حشد التأييد لمواقف واشنطن ازاء تطورات الأوضاع في الخليج، سيما وان وزيرة الخارجية الأميركية مادلين أولبرايت لم تزر بلدان الشمال الافريقي في جولتها الأخيرة لمنطقة الشرق الأوسط والخليج، وتعول الرباط على تفهم واشنطن لموقفها ازاء تطورات نزاع الصحراء الغربية، في ضوء تعيين مسؤولين أميركيين ضمن خبراء الأممالمتحدة المكلفين السهر على اجراء الاستفتاء. وتوقعت المصادر ان يبحث المسؤول الأميركي في الخلافات القائمة بين المغرب والجزائر، خصوصاً الاتهامات حول التورط الخارجي في أعمال العنف وايواء المسلحين، سيما وان الادارة الأميركية ابدت في وقت سابق مزيداً من الاهتمام بهذا الملف، واستمعت الى خبراء قدموا شهادات امام الكونغرس الأميركي، ركزت على نفي امكان تورط المغرب في أحداث العنف الجارية في الجزائر. في السياق نفسه حرص العاهل المغربي الملك الحسن الثاني على تأكيد موقف بلاده ازاء تطورات قضية الصحراء الغربية، وقال لدى ترؤسه احتفالاً باداء القسم أمام أفواج من الضباط المغاربة أمس اطلق عليهم اسم فوج الوحدة ان "الوحدة في التصرف وفي الكفاح وفي الأهداف وفي الصفوف وفي الأجيال وبين الأفراد والجماعات هي سر كل نجاح، بخاصة اذا توجت بوحدة التراب الوطني" في اشارة الى قضية الصحراء، اضاف ان بلاده ظلت تكافح دائماً من اجل الوحدة والسيادة "وهكذا سار اجدادنا وأسلافنا، وهكذا سرنا نحن، وهكذا نريد ان تسير الأجيال القادمة".