صرح مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الأوسط مارتن أنديك لدى وصوله الى الرباط أمس آتياً من الجزائر، بأنه يحمل رسالة من الرئيس الاميركي بيل كلينتون الى الملك الحسن الثاني يعتقد انها تتعلق بالموقف من الأوضاع في الخليج والشرق الأوسط والوضع في منطقة شمال افريقيا. وقال أنديك ان زيارته للمغرب تندرج في سياق المشاورات بين البلدين في شأن القضايا محل الاهتمام المشترك، مما يعني ان الأوضاع في منطقة شمال افريقيا، وفي مقدمها أحداث الجزائر، وتطورات الصحراء ستكون ضمن المحادثات التي يجريها في المغرب. وترجح مصادر مغربية ان يبحث المسؤول في الوضع الذي تجتازه قضية الصحراء في ظل ما يعتري عمليات تحديد الهوية من مصاعب، اضافة الى الوضع في الخليج والسلام في الشرق الأوسط. وتشكل زيارة مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لمنطقة شمال افريقيا أول اتصال تجريه الادارة الاميركية مع دول المنطقة، في ضوء تزايد الاهتمام الدولي بالأوضاع الداخلية في الجزائر، وظهور مؤشرات لجنة امكان تصعيد الخلافات بين المغرب والجزائر، بعد ان ترددت أنباء عن رصد القوات الجزائرية جماعات مسلحة قرب الحدود الجزائرية - المغربية، وبعد صدور اتهامات جزائرية ضد المغرب في شأن إيواء متطرفين اسلاميين وترفض السلطات المغربية هذه الاتهام على اساس ان الخلافات في الجزائر "شأن داخلي لا علاقة للمغرب بأي من فصوله المأسوية". وكانت الادارة الاميركية أبدت اهتماماً متزايداً بتطور الخلافات بين المغرب والجزائر، كون ذلك يهدد التوازن في المنطقة ودعت شخصيات اميركية وأوروبية الى تقديم شهادات أمام الكونغرس في شأن مستقبل هذه العلاقات والامكانات المتاحة لنجاح المساعي التي تبذلها الاممالمتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية، وأبدت الادارة الاميركية دعماً لهذه المساعي التي ساهم الوسيط الدولي جيمس بيكر خلالها في حض الاطراف الرئيسية في النزاع على إبرام اتفاق هيوستن الذي يعتبر مرجعية للاجراءات التي تلتزمها الاممالمتحدة. وعين الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان مسؤولاً أميركياً سابقاً على الاطلاع على الأوضاع في المغرب العربي موفداً خاصاً له مكلفاً متابعة نزاع الصحراء، هو الديبلوماسي تشارلز دونبار الذي يواصل مشاورات مع البلدان المعنية قبل ان يستقر في الصحراء. وتوقعت أوساط مهتمة ان تثير التحركات الاميركية في شأن الجزائر ومنطقة شمال افريقيا اهتمام دول أوروبية خصوصاً فرنسا واسبانيا اللتين ترتبطان بعلاقات مهمة مع المنطقة.